للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقد عاد "أرسطون" من أسفاره البحرية، فقدم تقريرًا إلى ملكه ذكر فيه قوم "ثمود" في جملة من ذكرهم من الشعوب ولعله أول إغريقي ذكرهم.

وفي أيام "بطلميوس فيلادلفوس" كذلك، أسست موانئ جديدة على سواحل البحر الأحمر، لرسو السفن فيها، وللمحافظة على الطرق البحرية من لصوص البحر، بلغت مداها جزيرة "سقطرى"١ Dioscorida. حيث أنشئت فيها جملة مستعمرات يونانية, وقد بقي اليونانيون فيها عصورًا غير أن نزولهم فيها لا يدل على احتلالهم لها٢، وفي أيام صاحب كتاب "الطواف حول البحر الأريتري"٣ كانت الجزيرة على حد قول المؤلف في حكم "اليعزوز" Eleazus ملك "سباتا" Sabbatha، أي "شبوة"، ويدل هذا على أنها كانت تابعة للعربية الجنوبية، ويظهر أن "بطلميوس فيلادلفوس" قصد أيضًا الالتفاف حول السواحل العربية وضرب الفرس وإلحاق الأذى بهم، بأسطول كونه لهذه الغاية٤.

وقد كانت جزيرة "سقطرى" "سقطرة"٥ ذات أهمية في ذلك العهد، وإن فقدت أهميتها في الزمن الحاضر فلا يعرفها ولا يذهب إليها اليوم إلا القليل؛ وذلك لأنها كانت تنتج حاصلات لها أهمية كبيرة في أسواق العالم إذ ذاك مثل البخور والصير والصمغ وغير ذلك، وهي سلع لها قيمة، تشبه قيمة البترول في القرن العشرين؛ ثم لأنها محطة مهمة لاستراحة رجال السفن ومفتاح يؤدي إلى مغالق المحيط الهندي من جميع النواحي، ولما كانت السفن في ذلك العهد صغيرة، تسيرها الرياح، وليس في مقدورها أن تحمل مقادير كبيرة من الماء العذب والأكل، كان لا بد لها من الوقوف في منازل عديدة، ومنها هذه الجزيرة، التي يعني اسمها "جزيرة السعادة"، إذ يذكر الباحثون، أن تسميتها جاءتها من السنسكريتية "دفيبا سوخترا" Dvipa SUKHATARA وهي تسمية إن صح أنها من هذا الأصل، فإنها تدل على صلة أهل الهند بها منذ عهد قديم٦.


١ Dloscordla, Dloscorides, Dioscurias, Dioscora, William Vincent, The Periplus of the Erythvean Sea. Part the Second, London, ١٨٠٥, P., ٣٠٧.
٢ O'Leary, P. ٧٢, Vincent, II, P. ٣٠٩.
٣ Periplus of the Erythream Sea.
٤ Vincent, II, P. ٣٠٩, O'Leary, P. ٧٢.
Stuhlmann, Der Kampf, S., ١٠.
٥ مروج الذهب "١/ ٣٣٥"
٦ H. F. Tozer, A History of Ancient Geography, Camebridge, ١٩٣٥, P. ١٣٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>