للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

السفن إلى الساحل المصري لتفرغ شحنتها هناك، فتنقل إما بواسطة القوافل، وإما بالسفن من القناة المحفورة بين البحر الأحمر ونهر النيل لتتابع طريقها إلى موانئ البحر المتوسط١، وقد كان من موانئ النبط، ذكره "سترابون" في معرض كلامه على حملة "أوليوس غالوس" على جزيرة العرب، ففيه نزلت جيوش الرومان القادمة من مصر للاتصال بحلفائهم النبط٢، ولا يعرف موضعه الآن معرفة تحقيق وإنما يرى بعضهم أنه "الحوراء"٣. مرفأ سفن مصر إلى المدينة٤. ويظهر أن "الحوراء" كان من المواضع الجاهلية القديمة وقد وجدت فيها آثار قصور.

ورأى "ونست" Vincent أن "لويكة كومة" هو "المويلح" في الزمان الحاضر٥، وهي قرية بها بساتين ومزارع ونخيل، ومياهها من الآبار، لها طريق قوافل إلى المدينة وإلى تبوك ٦. ورأى آخرون أنها "عينونة" أو "الحربية" وهي تابعة لإمارة "ضبا" على ساحل البحر الأحمر، وهي من إمارات الحجاز٧.

ويظهر أن تجارة هذا الميناء كانت عامرة جدًّا، فكانت القوافل التي تنقل البضائع بين "بطرا" Petra وبين Leuce/ Kome /Leuke Kome ضخمة جدًّا حتى كأنها قطع كبيرة من الجيوش٨. تقوم بنقل الأموال من الميناء إلى "بطرا" ومنها إلى الأسواق، أو بنقل التجارة الواصلة إلى "بطرا" من العراق أو الخليج أو اليمن، ومنها إلى ذلك الميناء لتصديره إلى مصر وحوض البحر المتوسط ويتبين من إهمال الكتب اليونانية أو اللاتينية ذكر هذا الميناء بعد الميلاد أن شأنه أخذ في الأفول منذ ذلك العهد، ولعل ذلك بسبب تحول خطوط سير السفن في البحر الأحمر بعد استيلاء الرومان على مصر، وإنشائهم أسطولًا تجاريًّا كبيرًا في


١ Vincent, II, PP.,٢٣٠.
٢ Skizze, ١١, S., ٤٦.
٣ Forster, ١, P.,٢٢٠.
٤ البلدان "٣/ ٣٥٩"
٥ Forster, II, P.٢٨٥.
٦ حافظ وهبة، جزيرة العرب "ص١٩".
٧ فؤاد حمزة، قلب جزيرة العرب "ص٧٢"، Hegaz, PP.,١٢٥.
٨ Huzayyin, P.,١١٢, Strabo, ١٦, ٤,٣٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>