للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أن قتل غيرهم في أثناء فرارهم على أيدي من كان يتعقبهم من عساكر الروم أو البيزنطيين لإجبارهم على الرجوع إلى ثكناتهم، والظاهر أن كثيرًا من هؤلاء كانوا من الجنود المرتزقة أو المسخرة التي أكرهت على الخدمة في الجيش. فنجد في إحدى الكتابات أن رجلًا اسمه "حنين بن حنين بن أياس" اتخذ سنة فراره من "نمارة السلطان"، مبدأ أرخ به، دلالة على أهمية تلك المناسبة بالنسبة إلى حياته، وذكر أنه شاد قبرًا على مرقد أخته "وبنى هرجم" "وبنى الرجم"، والرجم القبر، والظاهر أن "السلطان"، أي "سلطان" الروم تعبير عن حكومة كانت قد أقامت مركزًا أو حامية أو معسكرًا "نمارة"، وكان حنين أحد من كان في ذلك المعسكر ففر منه، وفرح لنجاته بنفسه، وتعبير "السلطان" من التعابير العربية القديمة التي لا تزال حية حتى اليوم١.

ونجد رجلًا اسمه "مغير بن محلم"، يؤرخ بسنة هرب رجل اسمه "جر" "جور" من "قصر نقات" "قصر نفأت" والظاهر أن "قصر نقأت" كان ثكنة من ثكنات الروم، وقد حشد فيها جمع من العرب لأداء الخدمة العسكرية للسلطات الرومانية، ففر منها "جور". وفي هذه السنة جاء "مغير" إلى قبور جماعة ذكر أسماءهم قتلوا فوضع رجمًا أي حجارة فوق قبورهم تعبيرًا عن تكريمه لذكراهم. وقد وردت في النص جملة "طر هسموي"، أي "طير السماء". وقد ذهب "ليتمان" E. LITTMANN إلى احتمال كون "طير" اسم رجل، وهو "هسموي" بمعنى "السماوي"، أي أنه نسبة إلى بادية السماوة، أو اسم موضع "سمه" "سامه" يقع جنوب شرقي "بصرى"٢.

ونجد شخصًا اسمه "تيم ايل" يذكر في كتابة له هذه الجملة "ونفر من رم"، أي "ونفر من الروم"، و"نفر" بمعنى "فر" في الصفوية٣.

ولم يذكر "تيم ايل" سبب فراره من الروم ولعله، كان من الكتائب العربية، ففر منها طلبًا للحرية والراحة والمعيشة مع الأهل، أو أنه كان قد غزا حدود الروم، فقبض عليه وسجن ففر من سجنه، ونجد رجلًا آخر يذكر أنه "نفر


١ Enno Litimann. Safitic Inscrtpttons, Leyden, ١٩٤٣, P. ١٤٠
وسيكون رمزه: safitic
٢ safitic, P. ١٦٧
راجع الجملة الأخيرة من النص "٨٧" المنشور في كتاب p. ١٩ Safitlc

<<  <  ج: ص:  >  >>