للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

في كثرة ما فيه من آثار وخرائب عادية١. ولذلك، فإن الباحثين عن القديم يرون فيه أملًا عظيمًا وكنزًا ثمينًا، وقد يكشف لهم عن صفحات مطوية من تأريخ تلك البلاد وربما يكشف عن تأريخ بلاد أخرى كانت لها صلات وعلاقات باليمن. وفيه مدن مهمة، كان لها شأن وصيت في تأريخ العالم القديم، كالمدن التي مر ذكرها، وكمدينة "مأرب" عاصمة سبأ، التي بلغ صيتها اليونان والرومان.

والجوف أرض خصبة ذات مياه، تسقيه مياه "الحارد"، الذي يبلغ عرضه، مترين وعمقه، مترًا، كما تتساقط عليه الأمطار فتروي أرضه، وتكون سيولًا، تسيل في أوديته، ويبلغ ارتفاعه "١١٠٠" فوق سطح البحر، وتحيط به الجبال من ثلاث جهات٢. ونظرًا لوجود مزايا كثيرة فيه تساعد على تكون الحضارة فيه، لذلك صار مخزنًا للحضارة القديمة في اليمن، وموقعًا يغري علماء الآثار يقصدونه للبحث في تربته عما كان فيها من أسرار وآثار. وسيكون من الأماكن المهمة في اليمن في الزراعة وفي التعدين بعد تطور اليمن، ودخول الأساليب العلمية الحديثة إلى تلك الأرجاء.

وقد أمدتنا الكتابات التي عثر عليها في الجوف وفي "ديدان"٣، التي كانت مستوطنة معينية في طريق البلقاء من ناحية الحجاز، والكتابات المعينية التي عثر عليها في مصر في "الجيزة"٤، والكتابات المعينية الأخرى التي عثر عليها في جزيرة "ديلوس" Delos من جزر اليونان، والتي يعود عهدها إلى القرن الثاني قبل الميلاد٥، بأكثر معارفنا التي سنبسطها هنا، ومنها استخرجنا في الأغلب أسماء ملوك معين ولولاها لكانت معارفنا عن المعينيين قليلة جدًّا،

ويرى جماعة من العلماء أن "ماعون" "معون" Maon أو "معونم"


١ O'Leary, P. ٩٥
٢ زيد بن علي عنان، تاريخ اليمن القديم "ص ٩٥".
٣ "الديدان": مدينة حسنة كانت في طريق البلقاء من ناحية الحجاز خربت، البلدان "٤/ ١١٩".
D.H. MUUer, Eplgraphische Denkmaler aus Arablen, ١٨٨٩
٤ BOASOOE, Num. ٧٣, (١٩٣٩) , P. ٧
٥ BOASOOE, Num. ٧٣, (١٩٣٨) , P. ٧

<<  <  ج: ص:  >  >>