للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يكون ذلك الخراب بسبب عصيان "يدع ايل" على الأسرة المالكة الشرعية ومقاومته لها، مما أدى إلى إنزال التلف في المدينة، فلما تغلب على الأسرة المالكة أعاد بناء المدينة وجددها وجدد معبدها على نحو ما جاء في النص١.

وليس في النص شيء ما عن الطريقة التي كسب بها تاج حضرموت، إلا أن إشارة وردت في كتابة تفيد أن بعض الأعراب ورجال القبائل كانوا قد تعاونوا معه وساعدوه، فقد عاونه رجل من قبيلة "يم" "يام"، ومائة من بني أسد، ومائتان من "كلب" أو "كليب"٢، وعاونه ولا شك آخرون وبفضل هؤلاء وأمثالهم من رجال القبائل تغلب على من ثار عليهم، فانتزع التاج منهم، والإشارة المذكورة على أنها غامضة، كافية في إعطائنا فكرة عمن ساعد "يدع ايل" على الظفر بالعرش.

ويظهر من كل ما تقدم أن "يدع ايل بين"، وهو من أبناء العشائر، كان قد جمع حوله جماعة من القبائل، ساعدته في عصيانه وتمرده على السلطة الحاكمة في "شبوة" فاستولى على الملك وقد جاء بعده عدد من الملوك، إلا أن الأمر أفلت زمامه منهم، إذ نجد أن الملك "شمر يرعش" "شمر يهرعش" يضيف "حضرموت" إلى الأرضين الخاضعة لحكومته، حتى صار اسم حضرموت منذ ذلك الحين جزءًا من اللقب الذي يلقب به الملوك. ومعنى ذلك انقراض مملكة حضرموت ودخولها في حكومة "ملك سبأ وذي ريدان وحضرموت ويمنت" اللقب الرسمي الذي اختاره "شمر" المذكور نفسه.

ويرى "فون وزمن" أن الكتابة الموسومة بـ jamme ٦٢٩، هي من الكتابات التي تعود إلى أيام هذا الملك وقد جاء فيها أن "مرثدم" "مرثد" و "ذرحن" "ذرحان"، وهو قائد من قواد جيش "سعد شمع أسرع" و"مرثدم يهحمد" من "آل جرت" "آل جرة"، قد حاربا الملك "يدع آل" "يدع ايل" ملك حضرموت والملك "نبطم" "نبط" ملك قتبان، وهو "وهب آل بن معهر" "وهب ايل بن معاهر" و"ذاخولن" "ذو خولان" "ذ خولن" و"ذ خصبح" "ذو خصبح" و"مفحيم" "مفحى" حارباهم في أرض "ردمان" قرب العاصمة "وعلن" "وعلان"٣.


١ Beitrage, S, ١١٥
٢ Beitrage, S, ١١٥
٣ Le Museon, ١٩٦٤, ٣-٤, P. ٤٦٣

<<  <  ج: ص:  >  >>