للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

هذا النوع من التماثيل قبل هذا التأريخ١.

وقد أعلن "ثويبم بن يشرحعم" و "صبحم" و "هوفعم"، وكلهم من "آل مهصنعم"، أنهم ابتاعوا البيت المسمى بـ "بيت يفش" ورمموه وأصلحوه، وعمروا سقفه وممراته ومماشيه، بمشيئة "انبي" وباركوه بالآلهة "عثتر" "و "عم" و"انبي" و "ورفو ذلفان" "ورفو ذلفن" و"ذات صنتم" و"ذات ضهران"، وقد تم ذلك في عهد الملك "شهر يجل يهرجب" وقد دون "ثويبم" اسمه على قاعدة تمثال الأسد المصنوع من البرنز، وسجل معه اسم "عقربم" "عقرب"، ويظهر أنهما أمرا بصنع التمثالين، أو أنهما صنعاهما ليكونا زينتين في هذا البيت٢.

ويرى الخبراء في موضع تطور الخط، والمتخصصين في دراسات المصنوعات المعدنية، أن هذين الثمثالين لا يمكن أن يكونا قد صنعا قبل الميلاد، وأن عهد صنعهما يجب أن يكون في القرن الأول للميلاد، في حوالي السنة "٧٥" أو المائة بعد الميلاد، وذلك لعثور العلماء على عدد من التماثيل المشابهة، وهي من القرن الأول للميلاد. ويرون لذلك أن الملك "شهر يجل" الذي في أيامه صنع هذان التمثالان يجب أن يكون من رجال النصف الثاني من القرن الأول للميلاد٣.

وقد توصل رجال البعثة الأمريكية إلى أن مدينة "تمنع" كانت قد جددت مرارًا، ذلك أنهم كانوا كلما تعمقوا في الحفر وجدوا طبقات تشير إلى قيام بيت على بيت آخر. وأن البيوت المبنية في الطبقات السفلى هي بيوت مبنية من "اللبن"، أي الطين المجفف بالشمس، وذلك يدل على أن الناس أقاموها بيوتًا ساذجة بسيطة، فلما تقدم الزمن ونزح الناس إليها، ازداد عمرانها، واتخذ من نزحوا إليها الحجر والصخور المقطوعة مادة للبناء، فظهرت البيوت العامرة, ظهرت فوق البيوت القديمة على عادة الناس في ذلك العهد في بناء البيوت الجديدة فوق البيوت القديمة وعلى أنقاضها، ومن هنا صار في إمكان عالم الآثار تقدير


١ كنور "ص ١١٣".
W. Phillips, Qataban and Sheba, P. ١٠٠, Bowen — Albright, Discoveries
in South Arabia, P. ١٥٥, B. Segall, ١٧٩, J. Terbach, ١٨٣, Die Araber, I, P. ٢٧.
٢ W. Phillips,'P. ٩٩, ١٠٢
٣ J. Pirenne, Le Royaume Sud — Arabe, PP. ٤٥, ٤٨, ١٩٨

<<  <  ج: ص:  >  >>