للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقال ابن غنيمة (١) المفتي ببغداد: ما أعرف أحدًا في زماننا أدرك درجة الاجتهاد، إلا الْمُوَفَّق (٢)، توفي - رحمه الله - يوم السبت في يوم عيد الفطر عام (٦٢٠ هـ) ودفن من الغد في جبل قاسيون (٣)، خلف الجامع المظفري، ولقد رثي بمراثي كثيرة، وممن رثاه الشيخ صلاح الدِّين أبو عيسى موسى بن محمد بن راجح المقدسي رحمه الله (٤).


(١) هو: أبو بكر محمد بن معالي بن غنيمة البغدادي المأموني ابن الحلاوي شيخ الحنابلة في زمانه ببغداد، وكان علامة صالحا ورعا كبير القدر، من كبار أصحاب أبي الفتح ابن المني، كان إماما، مفتيا، متعبدا، ورعا، صالحا، خيرا، عارفا بالمذهب، ولد بعد (٥٣٠ هـ) برع في المذهب وانتهت إليه معرفته مع الديانة، وسمع من: أبي الفتح الكروخي، وابن ناصر، وأبي القاسم ابن البناء، وأبي بكر ابن الزاغوني، عليه تفقه مجد الدِّين ابن تيمية، توفي سنة (٦١٠ هـ) ينظر: العبر في خبر من غبر ٣/ ١٥٥، وتأريخ الإسلام ٤٤/ ٩٠، والمقصد الأرشد ٢/ ٥٠٣، وشذرات الذهب ٧/ ٨٩.
(٢) ينظر: العبر في خبر من غبر ٣/ ١٨١، وتأريخ الإسلام ٤٤/ ٤٨٨، وسير أعلام النبلاء ٢٢/ ١٦٩، وذيل طبقات الحنابلة ٣/ ٢٨٧، والمقصد الأرشد ٢/ ١٧، وشذرات الذهب ٧/ ١٥٩.
(٣) جبل قاسيون: هو جبل مشرف على دمشق، فيه آثار الأنبياء، وهو معظم من الجبال، وفيه مغارات وكهوف ومعابد للصالحين، وفيه مغار يعرف بمغارة الدم، يقال إن قابيل قتل هابيل هناك، وهناك حجر يزعمون أنه الحجر الذي فلق به هامته، وفيه مغارة أخرى يسمونها مغارة الجوع، يقال إن أربعين نبيا ماتوا بها من الجوع. ينظر: معجم البلدان ٤/ ٢٩٦، خريدة العجائب وفريدة الغرائب ص ٢٨٨.
(٤) هو: موسى بن محمد بن خلف بن راجح الشيخ الإمام الزاهد صلاح الدِّين أبو عيسى المقدسي، ولد سنة (٥٨٣ هـ) سمع يوسف بن معالي الكناني ومحمود بن عبد المنعم والخشوعي وأجاز لابن الشيرازي توفي في جمادى الآخرة سنة (٦٤٣ هـ). ينظر: ذيل طبقات الحنابلة ٣/ ٥١١، والمقصد الأرشد ٣/ ١٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>