للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

باب صلاة الاستسقاء (١)

وهو الدُّعاء بطلب السقيا، على صفةٍ مخصوصة، تسن حضرًا، وسفرًا، فإذا أَجْدَبَت الأرض وهو ضد الخصب، وقحط المطر وهو احتباسه، لا عن أرضٍ غير مسكونةٍ، ولا مسلوكةٍ فزع الناس إلى الصلاة، حتى ولو كان القحط في غير أرضهم، أو غار ماء عيونٍ، وأنهار، أو نقص وضر ذلك، وصفتها في موضعها، وأحكامها صفة صلاة العيد (٢).

وإذا أراد الإمام الخروج لها وعظَّ الناس، وأمرهم بالتوبة من المعاصي، والخروج من المظالم (٣)، وأداء الحقوق، والصيام، ولا يلزمهم بأمره، والصدقة، وترك التشاحن (٤)، ويعدهم يومًا يخرجون فيه، ويتنظف لها، ولا يتطيب، ويخرج إلى المصلّى متواضعًا في ثياب بذلةٍ، مُتخشعًا، مُتذللاً، مُتضرعًا (٥).

ويستحب أن يخرج معه أهل الدِّين، والصلاح، والشيوخ، وكذا مميز


(١) الاستسقاء: هو استفعال من السقيا، أي باب الصلاة لأجل الاستسقاء. ينظر: المطلع ص ١٣٠، والمبدع ٢/ ٢٠٣، وكشاف القناع ٢/ ٦٦.
(٢) ينظر: المبدع ٢/ ٢٠٣، والإنصاف ٢/ ٤٥١، والإقناع ١/ ٢٠٦.
(٣) وذلك واجب؛ لأن المعاصي سبب القحط، والتقوى سبب للبركات؛ ينظر: المبدع ٢/ ٢٠٤.
(٤) التشاحن: وهو تفاعل من الشحناء، وهي العداوة؛ لأنها تحمل على المعصية والبهت، وتمنع نزول الخير. ينظر: المبدع ٢/ ٢٠٥.
(٥) ينظر: المغني ٢/ ٣١٩، والمحرر ١/ ١٧٦، والشرح الكبير ٢/ ٢٨٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>