للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

السلامة، ولأنه غارمٌ ومحل الجائحة مالم يشترها مع أصلها، أو يؤخرها عن وقت أخذها المعتاد، فإن كان ذلك فمن ضمان مشترٍ، وماله أصلٌ يتكرر حمله كقثاءٍ، وخيارٍ، وباذنجان، وشبهها كشجرةٍ، وثمرةٍ كثمرةٍ فيما تقدم من جائحةٍ وغيرها.

وإن أتلفه آدميٌ، خيِّر مشترٍ بين فسخٍ، وإمضاءٍ ومطالبة متلفٍ، وصلاح بعض ثمرة شجرة صلاحٌ لها، ولسائر النوع الذي في البستان، فصلاح ثمر نخلٍ أن يحمر، أو يصفر، وفي عنبٍ أن يتموه، وما يظهر ثمره فمًا واحدًا من سائر الثمر أن يظهر فيه النضج، ويطيب أكله، وما يظهر فمًا، بعد فمٍ، كقثاءٍ ونحوه أن يؤكل عادةً، وفي حبٍ أن يشتد، أو يبيَض (١).

[فصل]

ومن باع عبدًا له مالٌ فماله للبائع، إلا يشترطه المبتاع، فإن كان قصده المال اشترط علمه، وسائر شروط المبيع.

وإن لم يكن قصده المال لم يشترط، فإن كانت عليه ثيابٌ فقال أحمد رحمه الله (٢): ما كان للجمال فهو للبائع، وما كان للبس المعتاد فهو للمشتري، ومثله عِذَار (٣) فرسٍ، ومِقوَد (٤) دابةٍ، ويدخل نعلٌ في/ [١٥٨/ أ] مطلق بيعٍ.


(١) ينظر: منتهى الإرادات ١/ ٢٧٩.
(٢) الشرح الكبير ٤/ ٣٠٣، والمبدع ٤/ ١٧٠، والإنصاف ٥/ ٨٣، والإقناع ٢/ ١٣٢، وكشاف القناع ٣/ ٢٨٨.
(٣) العذار: اللجام وهو مختص بالفرس. ينظر: تهذيب اللغة ٢/ ١٨٧، ولسان العرب ٤/ ٥٤٩، وكشاف القناع ٣/ ٢٨٨، والشرح الممتع ٩/ ٤٤.
(٤) المقود بكسر الميم: الحبل الذي تقاد به الدابة. ينظر: تهذيب اللغة ٩/ ١٩٣، والصحاح ٢/ ٥٢٨، ومختار الصحاح ص ٢٦٢، وتصحيح التصحيف وتحرير التحريف ص ٤٨٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>