للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[باب دخول مكة]

يستحب أن يدخل مكة نهارًا من أعلاها، من ثنية كَداء (١) بفتح الكاف، ويخرج من كُداء بضمها من الثنية السفلى، فأعلاها ما تنحط المياه منه، وأسفلها ما تجري إليه، وتدخل المسجد من باب بني شيبة (٢).

فإذا رأى البيت رفع يديه فقط (٣) نصًّا (٤)، ودعا فقال: اللهم أنت


(١) كداء: قال ابن الجوزي: واعلم أن كثيرا من الناس لا يفرقون بين كداء بفتح الكاف وضمها، وربما خلطوا في ذلك، وتحقيق ذلك أني أقول: اعلم أن بمكة ثلاثة أمكنة أسماؤها على هذا الشكّل، فلذلك تشتبه:
فالأول: كداء بفتح الكاف مع المد، وهو بأعلى مكة إذا صعد فيه الآتي من طريق العمرة، وما هنالك انحدر به إلى المقابر، وإلى المحصب، وهو الذي يستحب الدخول منه.
والثاني: كدى بضم الكاف مع القصر، وهو أسفل مكة، يدخل فيه الداخل بعد أن ينفصل من ذي طوى، وهو بقرب شعب الشافعين عند قعيقعان، وهو الذي يستحب الخروج منه.
والموضع الثالث: كدي بضم الكاف مع تشديد مصغر، وإنما هو لمن خرج من مكة إلى اليمن، فهو في طريقه وليس من هذين المقدمين في شيء، وهذا هو ضبط المحققين. ينظر: مثير العزم الساكن إلى أشرف الأماكن ١/ ٣٤٠.
(٢) قال في الشرح الممتع ٧/ ٢٢٩: (باب بني شيبة الآن عفا عليه الدهر، ولا يوجد له أثر، لكننا أدركنا طوق باب مقوسًا في مكان قريب من مقام إبراهيم، يقال: إن هذا هو باب بني شيبة، وكان الذي يدخل من باب السلام، ويتجه إلى الكعبة يدخل من هذا الباب) وينظر: أخبار مكة ٢/ ٨٧.
(٣) أي لا يكبر، والذي عليه الأكثر أن يكبر. ينظر: مختصر الخرقي ص ٥٧، والمغني ٣/ ٣٣٦، والعدة ص ٢٠٠.
(٤) ينظر: الكافي ١/ ٥١٠، والمغني ٣/ ٣٣٧، والشرح الكبير ٣/ ٣٨٠، والإنصاف ٤/ ٣، والإقناع ١/ ٣٧٩، ومنتهى الإرادات ١/ ١٩٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>