للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

قال ابن تميم (١): والأولى أن يسأل الأجر من الله تعالى، ثم يجعله له فيقول: اللهم أثبني برحمتك على ذلك، واجعل ثوابه لفلان انتهى، ولعله أولى، وهو المتداول بين الناس خلفًا عن سلف.

ويستحب أن يصلح لأهل الميت طعامٌ يبعث به إليهم ثلاثًا (٢)، لا لمن يجتمع عندهم، ويكره فعلهم ذلك؛ للناس يجتمعون عليه، والذبح عند القبر، والأكل منه نصًّا (٣).

[فصل]

يستحب لرجلٍ زيارة قبر مسلمٍ، وتباح لقبر كافرٍ، ولا يمنع كافر زيارة قبر أبيه المسلم، ويكره لنساءٍ، فإن علم أنه يقع منهن محرمٌ حرِّمت، غير قبر النبي -صلى الله عليه وسلم-، وقبر صاحبيه (٤) رضي الله عنهما فيسن (٥)، ويقف الزائر أمام القبر،


(١) ينظر: مختصر ابن تميم ٣/ ١٥٧.
(٢) أي: لمدة ثلاثة أيام.
(٣) ينظر: المبدع ٢/ ٢٨٣، ومنتهى الإرادات ١/ ١١٨، وكشاف القناع ٢/ ١٤٩.
(٤) قال في حاشية التنقيح ص ١٣٥: «والصواب وقبري صاحبيه على التثنية».
(٥) والصواب تحريم زيارتهن لعموم الأدلة، قال الشيخ صالح آل شيخ في تنبيهات على أحكام تختص بالمؤمنات ص ٨٢: «المرأة تستحب لها زيارة المسجد النبوي للصلاة فيه والدعاء، لكن لا يجوز لها زيارة قبر النبي -صلى الله عليه وسلم-؛ لأنها منهية عن زيارة القبور.
قال الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ مفتي الديار السعودية رحمه الله في مجموع فتاويه ٣/ ٢٣٩: والصحيح في المسألة منعهن من زيارة قبره -صلى الله عليه وسلم-؛ لأمرين: أولا: عموم الأدلة، والنهي إذا جاء عاما فلا يجوز لأحد تخصيصه إلا بدليل، ثم العلة موجودة هنا. انتهى.
وقال الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله في منسك لما ذكر زيارة قبر الرسول -صلى الله عليه وسلم- لمن زار مسجده الشريف، قال: وهذه الزيارة إنما تشرع في حق الرجال خاصة، أما النساء فليس لهن زيارة شيء من القبور، كما ثبت عن النبي -صلى الله عليه وسلم-، أنه «لعن زوارات القبور من النساء، والمتخذين عليها المساجد والسرج».

<<  <  ج: ص:  >  >>