ثم إنك لم تؤمر أن تهدي إليه العبادات؛ لا أضحية، ولا قراءة قرآن، ولا غيره، بل أمرت أن تصلّي وتسلم عليه، وتدعو له، فهكذا أمرت كما قال تعالى: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا} (الأحزاب الآية ٥٦). قال شيخ الإسلام: ولم يعهد أن أحدًا من القرون المفضلة فعل ذلك، لا الصحابة ولا التابعون وتابعوهم، كلهم لم يهدوا للرسول عليه الصلاة والسلام ثواب قربة أبدًا؛ لأنهم أفقه وأعلم واحكم من أن يهدوا إلى الرسول -صلى الله عليه وسلم- ثوابًا؛ إذ إن أجرهم حاصل للرسول -صلى الله عليه وسلم- فإن (الدال على الخير كفاعله)». (٢) وهو من المفردات قال الناظم في المنح الشافيات ١/ ٢٨٥: تطوع القربات كالصلاة … ثوابه لمسلمي الأموات يهدى وكالقرآن مثل الصدقهْ … منفعة تأتيهم محققهْ (٣) ينظر: الفروع ٣/ ٤٢٧، والإقناع ١/ ٢٣٦، وكشاف القناع ٢/ ١٤٨.