للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وهو بين مطلع سهيلٍ (١) إلى مطلع الشمس في الشتاء، والشمال مقابلتها تهب من ظهر الْمُصَلِّي؛ لأن مهبها من القطب، إلى مغرب الشمس في الصيف.

والصَّبا تهب من يسار الْمُصَلِّي المتوجه إلى قبلة الشام؛ لأن مهبها من مطلع الشمس في الصيف، إلى مطلع الْعَيُّوقِ (٢)، والدَّبور مقابلتها؛ لأنها تهب بين القبلة والمغرب.

وإذا اختلف اجتهاد رجلين فأكثر، في جهتين فأكثر، لم يتبع واحدٌ صاحبه، ولم يصح اقتداؤه به نصًّا (٣).

فإن كان الاختلاف في جهةٍ فتيامن واحدٌ، وتياسر غيره صح، فإن ائتم أحدهما بالآخر؛ لاتفاق اجتهادهما فمن بان له الخطأ انحرف وأتمّ، وينوي المأموم منهما المفارقة؛ للعذر ويتبعه من قلده، ويتبع جاهلٌ، وأعمى وجوبًا أوثقهما في نفسه (٤)، فإن تساويا عنده خُيِّر، فإن لم يجد الأعمى، أو الجاهل من يقلده صلّى بالتحري ولم يعد، ومن صلّى بالاجتهاد، أو التقليد، ثم علم خطأ القبلة لم يعد (٥)، وإن أراد مجتهدٌ صلاةً


(١) سهيل: ألمع نجم في السماء، بعد الشعرى اليمانية. ينظر: الموسوعة الفلكية ص ٢٢٥.
(٢) العيوق: نجم أحمر، مضيء في طرف المجرة الأيمن، يتلو الثريا ولا يتقدمها، ويطلع قبل الجوزاء، سمي بذلك؛ لأنه يعوق الدبران عن لقاء الثريا. ينظر: المحكم والمحيط الأعظم ٢/ ٢٧١، ولسان العرب ١٠/ ٢٨٠، والمعجم الوسيط ٢٦/ ٢٢٨.
(٣) ينظر: مختصر الخرقي ص ٢١، والمغني ١/ ٣٢٢، وشرح الزركشي ١/ ٥٣٤، ومنتهى الإرادات ١/ ٥١.
(٤) ينظر: مختصر الخرقي ص ٢١، والمغني ١/ ٣٢٤، والمحرر ١/ ٥١.
(٥) قال البهوتي في كشاف القناع ١/ ٣١٢: «لأنه أتى بالواجب عليه على وجهه، مع عدم تفريطه، فسقط عنه؛ ولأن خفاء القبلة في الأسفار يقع كثيرا؛ لوجود الغيوم وغيرها من الموانع، فإيجاب الإعادة مع ذلك فيه حرج، وهو منتف شرعا».

<<  <  ج: ص:  >  >>