للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

السماء والأرض"، وقد استدل بقوله "أصابت كل عبد صالح" على أن الجمع المضاف والجمع المحلى بالألف واللام يفيد العموم، لقوله أولا "عباد الله الصالحين" ثم قال "أصابت كل عبد صالح" وقال القرطبي: فيه دليل على أن جمع التكسير للعموم. قال الحافظ ابن حجر: وفي هذه العبارة نظر. اهـ.

(كفي بين كفيه) جملة معترضة.

(أقرت الصلاة بالبر والزكاة) قالوا: معناه قرنت بها، وأقرت معهما وصار الجميع مأمورا به قال القاضي عياض: قيل: لعل اللفظ المروي قرنت؟ والتحقيق أنه "أقرت" والباء بمعنى "مع" أي أقرت مع البر والزكاة، فصارت معهما مستوية، وأحكامها واحدة، فهو بمعنى قرنت.

(فلما قضى أبو موسى الصلاة) أي أداها، وانتهى منها.

(انصرف) نحو القوم، وتحول بوجهه إليهم.

(أيكم القائل كلمة كذا كذا؟ ) كذا كذا من كلام الراوي كناية عن كلام أبي موسى، ولو حكي بلفظه لقال أيكم القائل: أقرت الصلاة بالبر والزكاة؟ والاستفهام خبر مقدم، و"القائل" مبتدأ مؤخر.

(فأرم القوم) بفتح الراء، وتشديد الميم، أي سكتوا.

(لعلك يا حطان قلتها؟ ) تخصيصه "حطان" بالاتهام لعله لما يعلم من جسارته، أو لقربه منه، وصدور الصوت من جهته، أو لشبه الصوت بصوته، أو لصلته به مما لا يؤذيه اتهامه، ويدفع الفاعل الحقيقي إلى الاعتراف.

(ولقد رهبت أن تبكعني بها) أي ولقد خشيت وخفت -قبل أن تتكلم- أن تتهمني وتوبخني بهذه الكلمة، وكأن حطان كان يتوقع اتهام أبي موسى له لما بينهما، أو لما عرف من حطان. "وتبكعني" بفتح التاء وسكون الباء وفتح الكاف، أي تستقبلني بالتوبيخ، من بكعت الرجل إذا استقبلته بما يكره وهو نحو التبكيت في الوجه. قال القاضي عياض: "تبكعني" رويناه عن الأكثر وهو عند الكثير "تنكتني" بالنون قبل الكاف المضمومة. اهـ وهو بمعنى تبكتني وتوبخني، وفي القاموس: النكت أن تضرب في الأرض بقضيب، فيؤثر فيها، ونكته ألقاه على رأسه. اهـ.

(ثم ليؤمكم أحدكم) اللام لام الأمر، وإسكانها بعد الفاء والواو أكثر من تحريكها، وكسرها بعد "ثم" أكثر من سكونها، ورواية الحديث بالسكون كقوله تعالى: {ثم ليقضوا} [الحج: ٢٩] في قراءة الكوفيين، قال ابن هشام: وفي ذلك رد على من قال: إنه خاص بالشعر.

الفعل "يؤم" مجزوم، وحرك بالفتح للتخلص من التقاء الساكنين.

(فقولوا: آمين) في القاموس: "آمين" بالمد والقصر، وقد يشدد الممدود، وعن الواحدي في

<<  <  ج: ص:  >  >>