[(١٦) باب صلاة النبي صلى الله عليه وسلم في بيت عتبان]
٥٤ - عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: حدثني محمود بن الربيع، عن عتبان بن مالك، قال: قدمت المدينة. فلقيت عتبان. فقلت: حديث بلغني عنك. قال: أصابني في بصري بعض الشيء. فبعثت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم أني أحب أن تأتيني فتصلي في منزلي. فأتخذه مصلى. قال فأتى النبي صلى الله عليه وسلم ومن شاء الله من أصحابه. فدخل وهو يصلي في منزلي.
وأصحابه يتحدثون بينهم. ثم أسندوا عظم ذلك وكبره إلى مالك بن دخشم. قالوا: ودوا أنه دعا عليه فهلك. وودوا أنه أصابه شر. فقضى رسول الله صلى الله عليه وسلم الصلاة. وقال "أليس يشهد أن لا إله إلا الله وأني رسول الله؟ " قالوا: إنه يقول ذلك. وما هو في قلبه. قال "لا يشهد أحد أن لا إله إلا الله وأني رسول الله فيدخل النار، أو تطعمه" قال أنس: فأعجبني هذا الحديث. فقلت لابني: اكتبه. فكتبه.
٥٥ - عن أنس رضي الله عنه قال: حدثني عتبان بن مالك، أنه عمي. فأرسل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم. فقال: تعال فخط لي مسجدا. فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم وجاء قومه. ونعت رجل منهم يقال له مالك بن الدخشم. ثم ذكر نحو حديث سليمان بن المغيرة.
-[المعنى العام]-
حديث عتبان بن مالك الصحابي الجليل الأنصاري الخزرجي الذي شهد بدرا، حدث بقوله صلى الله عليه وسلم "لا يشهد أحد أن لا إله إلا الله وأني رسول الله فيدخل النار أو تطعمه" وسمع هذا الحديث محمود بن الربيع وهو يسكن ضاحية المدينة، فأعجبه، وبعث الرجاء الواسع في نفسه، فجاء المدينة، فالتقى بعتبان فقال له: بلغني عنك حديث وأحب أن أسمعه منك.
فأخذ عتبان يسوق ظروف الحديث ومناسبته وقصته، ليتمكن في النفس فضل تمكن وليعين بذلك على فهم الهدف والغاية منه فهما صحيحا، وليثق السامع في ضبطه وكمال تذكره وذكر الملابسات المحيطة به، فقال:
كنت إمام قومي، أنتقل عند كل فريضة إلى مسجد محلتهم فأصلي بهم، فرأيت أن بصري جعل يكل، ويسوء شيئا فشيئا، حتى أصبحت أتعثر في طريق المسجد، وحتى أصبح من العسير علي أن