٥٦٥٠ - عن أبي برزة رضي الله عنه قال: بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلا إلى حي من أحياء العرب. فسبوه وضربوه. فجاء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبره. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"لو أن أهل عمان أتيت، ما سبوك ولا ضربوك".
-[المعنى العام]-
المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده، وتلك فضيلة، لكنها لا تصل في الفضل إلى الإحسان باللسان واليد، لكن حينما يكثر الأذى، ويشيع الظلم، والسب والشتم واللعن والضرب باليد وغيرها، وأكل أموال الناس بالباطل تظهر فضيلة السلامة من اللسان واليد كفضيلة كبرى.
وهكذا كان أهل عمان في هذا الزمن أرق أفئدة، وأنقى لسانا، وأنظف يدا من كثير من أحياء العرب. فأثنى عليهم صلى الله عليه وسلم، ليقتدي بهم من عاصرهم، ومن يسمع بحسن أخلاقهم.
-[المباحث العربية]-
(بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلا إلى حي من أحياء العرب) ليدعوهم إلى الإسلام بالحسنى، وأبهم هذا الحي جريا على عادتهم في عدم التصريح بالمذموم للستر عليه.
(لو أن أهل عمان أتيت ما سبوك ولا ضربوك)"عمان" في هذا الحديث بضم العين وتخفيف الميم، وهي عاصمة البحرين، وحكى القاضي عياض أن من العلماء من ضبطه بفتح العين وتشديد الميم، وهذا غلط.
-[فقه الحديث]-
فيه منقبة وفضل لأهل عمان بالثناء عليهم.
وفيه فضيلة سلامة المسلمين من الأذى.
وفيه ما لاقى حاملو الدعوة من العنت والأذى.
وما كان عليه بعض أحياء العرب من الغلظة والعنف والإيذاء.