٥٨٢٠ - عن أبي موسى رضي الله عنه قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أتاه طالب حاجة أقبل على جلسائه فقال "اشفعوا فلتؤجروا وليقض الله على لسان نبيه ما أحب".
-[المعنى العام]-
يقول الله تعالى {من يشفع شفاعة حسنة يكن له نصيب منها ومن يشفع شفاعة سيئة يكن له كفل منها وكان الله على كل شيء مقيتا}[النساء ٨٥] الشفاعة وهي طلب الخير للغير من الغير دعت إليها ظروف المجتمعات الحضارية إذ ليس كل أحد يستطيع الوصول إلى الرئيس وليس كل أحد يتمكن من الدخول عليه ليوضح له مراده وليعرف حاله على حقيقته ومع أن النبي صلى الله عليه وسلم كان لا يحتجب عن الناس وكان بوسع كل مسلم أن يدخل عليه إلا أنه كمشرع من عند الله يبني أحكامه جل شأنه على أساس صلاحية الإسلام لكل زمان ومكان ولكل حاكم حاشية وبطانة وجلساء إن كانوا محسنين أسهموا في إحسان الحاكم بما ينصحون وإن كانوا مسيئين أسهموا في إساءة الحاكم بما يزينون له من ظلم أو سوء وهذا الحديث توجيه للحاشية أن يكونوا ألسنة خير ومعروف ومساعدة لا أن يكونوا ألسنة شر وأعوانا للشياطين "اشفعوا تؤجروا" إذا عرضت قضية أمامكم فحاولوا جبر العثرات واقترحوا على الحاكم العفو وتخفيف العقوبات يكن لكم أجركم من الله قبلت شفاعتكم أو لم تقبل وما شفاعتكم إلا نصيحة ودعوة إلى الخير وسيقضي الحاكم بما يشاء الله حكمه وكان الله على كل شيء قديرا
-[المباحث العربية]-
(كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا أتاه طالب حاجة أقبل على جلسائه) هذا الأسلوب يفيد التكرار والعادة ولعل ذلك من الجمع بين الفعل الماضي والفعل المضارع وفي رواية البخاري "كان النبي صلى الله عليه وسلم جالسا إذ جاءه رجل يسأل أو طالب حاجة أقبل علينا بوجهه" قال الحافظ ابن حجر هكذا وقع في النسخ وفي تركيبه قلق ولعله كان في الأصل كان إذا كان جالسا إذا جاءه رجل ... إلخ فحذف اختصارا أو سقط على الراوي لفظ "إذا كان" ولفظ مسلم لا إشكال فيه
وأخرجه الإسماعيلي بلفظ "إني أوتي فأسأل أو تطلب إلى الحاجة وأنتم عندي فاشفعوا ... " الحديث