[(٩٠) باب القرآن المعجزة الكبرى والرسول صلى الله عليه وسلم أكثر الأنبياء تابعا]
٢٦١ - عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:"ما من الأنبياء من نبي إلا قد أعطي من الآيات ما مثله آمن عليه البشر. وإنما كان الذي أوتيت وحيا أوحى الله إلي. فأرجو أن أكون أكثرهم تابعا يوم القيامة".
-[المعنى العام]-
كان كل نبي يبعث إلى قومه خاصة، ويجري الله على يديه أمرا خارقا للعادة، من جنس ما نبغ فيه قومه، يتحداهم به، فيظهر عجزهم عن الإتيان بمثله، فيدفع إلى الإيمان من أراد الله هدايته.
لقد كانت النار بردا وسلاما على إبراهيم، وكانت ناقة صالح لها شرب ولهم شرب يوم معلوم، وكانت عصا موسى حية تلقف ما صنعوا، وكان عيسى يبرئ الأكمه والأبرص ويحيي الموتى بإذن الله.
آيات آمن بسببها من آمن، لكن معجزة رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم التي تحداهم بها هي القرآن، عجزوا عن الإتيان بمثله، ثم تحداهم بعشر سور مثله فعجزوا، ثم تحداهم بسورة مثله فعجزوا، فيه خبر من قبلهم وحكم ما بينهم، صالح لكل زمان ومكان، لا يخلق على كثرة الرد، ولا تنقضي عجائبه، من قال به صدق، ومن حكم به عدل، ومن تمسك به هدي إلى صراط مستقيم.
إنه قائم محفوظ من قبل الله على مر السنين، يعتبر به المعتبرون، ويتعظ به المتعظون، وينتفع به المؤمنون إلى يوم القيامة.
بهذه المعجزة الكبرى الباقية الدائمة النفع، السهلة، الميسرة للذكر كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أكثر الأنبياء تابعا.
فاللهم اجعلنا من أتباعه الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه، أولئك الذين هداهم الله وأولئك هم أولوا الألباب.
-[المباحث العربية]-
(ما من الأنبياء من نبي)"من" الثانية مزيدة لتأكيد النفي، والأصل: ما نبي من الأنبياء، وفي رواية البخاري، "ما من الأنبياء نبي" والمراد من النبي الرسول، لأنه الذي يدعو للإيمان.