١٥٦٧ - عن حذيفة رضي الله عنه قال: صليت مع النبي صلى الله عليه وسلم ذات ليلة فافتتح البقرة فقلت: يركع عند المائة، ثم مضى. فقلت يصلي بها في ركعة فمضى، فقلت يركع بها، ثم افتتح النساء فقرأها، ثم افتتح آل عمران فقرأها يقرأ مترسلاً إذا مر بآية فيها تسبيح سبح وإذا مر بسؤال سأل وإذا مر بتعوذ تعوذ، ثم ركع فجعل يقول:"سبحان ربي العظيم". فكان ركوعه نحوًا من قيامه ثم قال:"سمع الله لمن حمده". ثم قام طويلاً قريبًا مما ركع ثم سجد فقال:"سبحان ربي الأعلى". فكان سجوده قريبًا من قيامه (قال): وفي حديث جرير من الزيادة فقال: "سمع الله لمن حمده ربنا لك الحمد".
١٥٦٨ - عن عبد الله رضي الله عنه قال: صليت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فأطال حتى هممت بأمر سوء قال: قيل: وما هممت به؟ قال: هممت أن أجلس وأدعه.
-[المعنى العام]-
لا شك أن خير الذكر هو القرآن، وخير القرآن ما قرئ بتدبر في صلاة. وقد رأيت بعض العابدين يقرأ القرآن كله كل ليلة من رمضان في صلاة، ينوي ثم يقرأ الفاتحة ثم يقرأ جزءًا أو جزأين ثم يركع ويسجد ثم يقوم فيقرأ الفاتحة ثم يقرأ جزءًا أو جزأين ثم يركع ويسجد ثم يقوم فيقرأ الفاتحة ثم يقرأ جزءًا أو جزأين ثم يركع. وهكذا تارة عن القيام وتارة عن الجلوس في النافلة. وكنت أتعجب وأعد ذلك مبالغة غير واردة حتى قرأت هذا الحديث الشريف، وأن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قرأ وهو يصلي ومعه حذيفة بن اليمان أكثر من خمسة أجزاء في ركعة واحدة (البقرة والنساء وآل عمران) يا إلهي. أكثر من سدس القرآن يتلى في ركعة، فيمكن أن يختم القرآن في ست ركعات، ومن التالي؟ وما نوع التلاوة؟ القارئ من أُنزل عليه القرآن، والقراءة بتؤدة وتدبر وإتقان، لا يمر بآية فيها تسبيح إلا سبح اللَّه ونزهه عن النقائص، ولا يمر بآية فيها سؤال أو دعاء إلا سأل ربه ودعاه، ولا يمر بآية فيها استعاذة من شر إلا استعاذ باللَّه من هذا الشر ومن جميع الشرور، فإذا ركع سبح اللَّه طويلاً في زمن قريب من زمن