١٤١٩ - عن أبي أسيد رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "إذا دخل أحدكم المسجد فليقل: اللهم افتح لي أبواب رحمتك. وإذا خرج فليقل: اللهم إني أسألك من فضلك". (قال مسلم) سمعت يحيى بن يحيى يقول: كتبت هذا الحديث من كتاب سليمان بن بلال. قال: بلغني أن يحيى الحماني يقول: وأبي أسيد.
-[المعنى العام]-
المساجد في الأرض بيوت اللَّه، وحق على من قصد اللَّه في بيته أن يطلب منه الرحمة، ورحمة اللَّه واسعة، رحمة في الدنيا ورحمة في الآخرة، والمساجد مواطن الرحمة لأنها أماكن العبادة وأماكن المناجاة، وأماكن الطاعة، ولهذا طلب رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم ممن يدخل المسجد أن يسأل اللَّه فتح أبواب رحمته لعبده.
ولما كان الخروج من المسجد خروجًا لطلب الرزق في الغالب كان المشروع لمن خرج من المسجد أن يسأل اللَّه تعالى فضلاً وجودًا ورزقًا حلالاً. وبهذا يصبح المسجد موئلاً لطلب خيري الدنيا والآخرة وموطنًا لإجابة الدعاء والحصول على رحمة اللَّه وفضله.
-[المباحث العربية]-
(إذا دخل أحدكم المسجد) فيه مجاز المشارفة، أي إذا أراد أحدكم دخول المسجد وأشرف على الدخول، و"أل" في المسجد للجنس يعم كل مسجد.
(اللَّهم افتح لي أبواب رحمتك) الرحمة لا تحس والمحسوس آثارها والأبواب من ظواهر المحسوسات، وكذا الفتح، ففي الكلام استعارة بأن شبهنا الرحمة بمحسوس مخزون في مخزن له أبواب.