٥٧٣٥ - عن أبي هريرة رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال "ما نقصت صدقة من مال وما زاد الله عبدا بعفو إلا عزا وما تواضع أحد لله إلا رفعه الله".
-[المعنى العام]-
البخيل الشحيح يخشى الفقر فتصعب عليه الصدقة متجاهلا قوله تعالى {وما أنفقتم من شيء فهو يخلفه وهو خير الرازقين}[سبأ ٣٩] وجاهلا أو متجاهلا قوله تعالى {من ذا الذي يقرض الله قرضا حسنا فيضافعه له أضعافا كثيرة والله يقبض ويبسط}[البقرة ٢٤٥] وقول الملائكة صباح مساء اللهم أعط منفقا خلفا وأعط ممسكا تلفا وهكذا تسطع الحقيقة المشاهدة المؤكدة أن الصدقة لا تنقص المال بل تزيده
المسألة الثانية أن بعض الكبراء وأصحاب الجاه يظنون أنهم بعفوهم عمن أساء إليهم تنقص قيمتهم وينخفض قدرهم وما علموا أن العفو مع القدرة يزيد العزيز عزا
المسألة الثالثة أن بعض المتكبرين والمتجبرين يظنون أن التواضع ذلة ومهانة وانخفاض والحق أن من تواضع لله رفعه ومن ترفع على الناس وضعه الله إما في الدنيا وإما في الآخرة وإما في الدنيا والآخرة
-[المباحث العربية]-
(ما نقصت صدقة من مال) قال النووي ذكروا فيه وجهين أحدهما معناه أنه يبارك فيه ويدفع عنه المضرات فينجبر نقص الصورة بالبركة الخفية وهذا مدرك بالحس والعادة والثاني أنه وإن نقصت صورته كان في الثواب المرتب عليه جبر لنقصه وزيادة إلى أضعاف كثيرة اهـ فحاصل الوجهين أن عدم النقص إما في الدنيا وإما في الآخرة
(وما زاد الله عبدا بعفو إلا عزا) قال النووي فيه وجهان أيضا أحدهما أن من عرف بالعفو والصفح ساد وعظم في القلوب وزاد عزه وإكرامه والثاني أن المراد أجره في الآخرة وعزه هناك