٢٦٢ - عن أبي هريرة رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال:"والذي نفس محمد بيده! لا يسمع بي أحد من هذه الأمة يهودي ولا نصراني، ثم يموت ولم يؤمن بالذي أرسلت به، إلا كان من أصحاب النار".
-[المعنى العام]-
بعث محمد صلى الله عليه وسلم إلى الناس كافة، بشيرا ونذيرا، وهاديا إلى الله بإذنه وسراجا منيرا، بعض خاتم الأنبياء والمرسلين، ناسخا لملل السابقين، داعيا أهل الكتاب إلى الإيمان برسالته، محذرا من كفرانها والصد عنها، كما حذر المشركين ودعاهم إلى الإسلام، فكل من بلغته الدعوة [صاحب كتاب] يجب عليه الإيمان به، ويحرم عليه البقاء على ما هو عليه، سواء كان على ملة بدلت، أو على ملة لم تبدل، ومن سمع برسالة محمد صلى الله عليه وسلم وبمعجزاته ثم أصر على كفره، ومات على ذلك فهو من الكافرين المخلدين في النار.
-[المباحث العربية]-
(والذي نفس محمد بيده) فيه تجريد، والأصل: والذي نفسي بيده، وهو حلف بالله تعالى، فإنه الذي بيده كل نفس.
(لا يسمع بي أحد) فيه التفات من الغيبة إلى التكلم.
(من هذه الأمة) أصل الأمة الجماعة، وتضاف للنبي صلى الله عليه وسلم فيراد بها -أحيانا- أمة الإجابة، أي من أسلم كحديث "شفاعتي لأمتي" وأحيانا أمة الدعوة، أي كل من أرسل إليه، وهو المراد منها هنا، فالإشارة إلى أمة الدعوة، الموجود منها في زمنه ومن سيوجد إلى يوم القيامة.
(يهودي ولا نصراني)"يهودي" بدل بعض من كل، من "أحد" وعطف "نصراني" على "يهودي" بإعادة "لا" النافية، وهو الفصيح في العطف على منفي، ومنه قوله تعالى:{فلا صدق ولا صلى}[القيامة: ٣٠].
(ثم يموت ولم يؤمن) جملة "ولم يؤمن" في محل النصب على الحال من فاعل "يموت" أي