١٢٤ - عن منصور بن عبد الرحمن عن الشعبي عن جرير أنه سمعه يقول "أيما عبد أبق من مواليه فقد كفر حتى يرجع إليهم" قال منصور قد والله روي عن النبي صلى الله عليه وسلم ولكني أكره أن يروى عني ههنا بالبصرة.
١٢٥ - عن جرير رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "أيما عبد أبق فقد برئت منه الذمة".
١٢٦ - عن الشعبي؛ قال: كان جرير بن عبد الله يحدث عن النبي صلى الله عليه وسلم قال "إذا أبق العبد لم تقبل له صلاة".
-[المعنى العام]-
دعا الإسلام إلى حسن معاملة العبيد "إخوانكم خولكم جعلهم الله تحت أيديكم، فمن كان أخوه تحت يده فليطعمه مما يأكل، وليلبسه مما يلبس، ولا تكلفوهم من العمل ما يغلبهم، فإن كلفتموهم فأعينوهم عليه".
وشجع العبد على رعاية حقوق الله وحقوق سيده، ووعده الثواب المضاعف إن هو أخلص العمل، فقال صلى الله عليه وسلم:"العبد إذا نصح سيده وأحسن عبادة ربه كان له أجره مرتين"، وقال:"للعبد المملوك الصالح أجران".
ورغب في عتق العبيد، وجعله كفارة وعبادة، ورغب في مكاتبته، ودعا إلى مساعدته في نجوم الكتابة ولو من الزكاة حق الفقراء والمساكين.
وكما حرص الإسلام على حقوق العبيد حرص على حقوق أسيادهم، وكما وضح ما للعبد لم ينس ما عليه، إن السيد قد اشتراه بماله، فكان من حقه ألا يضيع منه هذا المال سدى وألا يغتصب هذا المال بفرار العبد وإباقه من سيده، وكان على العبد الذي يفعل ذلك أن يتحمل جزاءه، ليس الجزاء الدنيوي من أسياده فحسب، ولكن من مالك الأسياد والعبيد كذلك.
فهذا الحديث الشريف يثبت له الكفر، أو القرب من الكفر مدة إباقه وهروبه، من حين يفر من مواليه وأسياده إلى حين عودته إليهم مختاراً أو مقبوضاً عليه.