٩٧ - عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "لا تدخلون الجنة حتى تؤمنوا. ولا تؤمنوا حتى تحابوا. أولا أدلكم على شيء إذا فعلتموه تحاببتم؟ أفشوا السلام بينكم".
٩٨ - عن الأعمش بهذا الإسناد قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "والذي نفسي بيده! لا تدخلون الجنة حتى تؤمنوا" بمثل حديث أبي معاوية ووكيع.
-[المعنى العام]-
إفشاء السلام لغير المعرفة من المؤمنين مفتاح التآلف، وباب المودة، وإفشاؤه بين المتعارفين يمكن الألفة، ويوثق المحبة، وإفشاؤه بين المتباعدين المتنافرين يرفع الوحشة، ويزيل الصدود ويجلب الرضا، ويخلق التقارب والتفاهم، ويقرب الوفاق والالتئام.
وفي هذا يقول صلى الله عليه وسلم: أولا أدلكم على شيء إذا فعلتموه تحاببتم؟ تحاببتم إذا لم ينعقد بينكم حب من قبل، ويزداد حبكم إذا كنتم متحابين، ويرتفع البغض والشحناء، ويحل محلهما الود والصفاء إذا كنتم متدابرين؟ .
وهذا الشيء الذي يعمل عمل السحر في النفوس، وعمل الطب والدواء في الأجسام هو إفشاء السلام، ونشره بين المؤمنين، فأفشوا السلام بينكم.
وإذا كان مفتاح المحبة هو السلام فإن أبرز ثمرات الإيمان هي المحبة فدخول الجنة موقوف على الإيمان، ولا يتحقق الإيمان الكامل إلا بالتحاب بين المؤمنين، ولا تتحقق المحبة بدون إفشاء السلام، فإفشاء السلام باب الجنة ومفتاحها.
وقد أخرج البخاري عن النبي صلى الله عليه وسلم قوله:"اعبدوا الرحمن وأفشوا السلام، تدخلوا الجنان" وقوله: أطعموا الطعام، وأفشوا السلام تدخلوا الجنة بسلام".
-[المباحث العربية]-
(لا تدخلون الجنة حتى تؤمنوا) "حتى" هنا بمعنى "إلا" أي: لا تدخلون الجنة إلا أن