[(٦٥٨) باب من فضائل عبد الله بن عباس رضي الله عنهما]
٥٥٤١ - عن ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم أتى الخلاء فوضعت له وضوءا. فلما خرج قال:"من وضع هذا؟ " في رواية زهير قالوا، وفي رواية أبي بكر - قلت: ابن عباس قال: "اللهم! فقهه".
-[المعنى العام]-
عبد الله بن العباس بن عبد المطلب، ابن عم النبي صلى الله عليه وسلم ولد قبل الهجرة بثلاث سنين، ولد في الشعب الذي حوصر فيه بنو هاشم. أمه أم الفضل لبابة بنت الحارث الهلالية كان أبيض طويلا جسيما وسيما صبيح الوجه حج بالناس سنة قتل عثمان بأمر من عثمان ولاه على البصرة وحارب مع علي الجمل وصفين والنهروان وظل واليا على البصرة حتى قتل علي فمضى إلى الحجاز وكان يغشى الناس في رمضان وهو أمير البصرة فما ينقضي الشهر حتى يفقههم.
وفي سبب نفي ابن الزبير له إلى الطائف روي أن عبد الله بن صفوان بن أمية مر يوما بدار عبد الله بن عباس بمكة فرأى فيها جماعة من طالبي الفقه ومر بدار عبيد الله بن عباس فرأى فيها جماعة جاءوها للطعام فدخل على ابن الزبير فقال له: أصبحت - والله - كما قال الشاعر:
فإن تصبك من الأيام قارعة
لم تبك منك على دنيا ولا دين
قال: وما ذاك يا أعرج؟ قال: هذان ابنا عباس أحدهما يفقه الناس والآخر يطعم الناس فما أبقيا لك مكرمة فدعا عبد الله بن مطيع وقال: انطلق إلى ابني عباس فقل لهما: يقول لكما أمير المؤمنين: اخرجا عني - أي اخرجا من مكة إلى بلد آخر - أنتما ومن انضوى إليكما من أهل العراق وإلا فعلت وفعلت فقال عبد الله بن عباس لابن الزبير: والله ما يأتينا من الناس إلا رجلان رجل يطلب فقها ورجل يطلب فضلا فأي هذين نمنع؟ فنفاهما ابن الزبير إلى الطائف.
وعمي ابن عباس في آخر عمره ومات بالطائف في أيام ابن الزبير سنة خمس وستين على المشهور وصلى عليه ابن الحنفية وقال: مات والله اليوم حبر هذه الأمة.