(فوضعت له وضوءا) بفتح الواو هو الماء الذي يتوضأ به وقد فهم ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يكن معه ماء وأنه يحتاج إليه فوضعه له بجواره دون أن يشعر به صلى الله عليه وسلم.
(من وضع هذا؟ ) استفهام حقيقي.
(قالوا -قلت- ابن عباس) الظاهر أن القائل ابن عباس وأسند إليهم في الرواية الأخرى لتقريرهم له وقولهم ذلك في أنفسهم وعند أحمد وابن حبان أن ميمونة - رضي الله عنها - هي التي أخبرته بذلك وأن ذلك كان في بيتها ليلا ولعل ذلك كان في الليلة التي بات ابن عباس في بيتها ليرى صلاة النبي صلى الله عليه وسلم والتي وقف فيها خلف النبي صلى الله عليه وسلم في صلاة الليل فقال له النبي صلى الله عليه وسلم:"ما بالك؟ أجعلك حذائي - أي بجواري - فتخلفني - أي فتقف خلفي؟ " فقال: لا ينبغي لأحد أن يصلي حذاءك وأنت رسول الله فدعا له أن يزيده الله فهما وعلما.
(اللهم فقهه) وعند البخاري "ضمني رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال: اللهم علمه الكتاب" وعند النسائي والترمذي عن ابن عباس - رضي الله عنهما - قال:"دعا لي رسول الله صلى الله عليه وسلم أن أوتي الحكمة مرتين" وفي رواية "اللهم فقهه في الدين وعلمه التأويل" وفي رواية "اللهم علمه الحكمة وتأويل الكتاب".
والفقه هو الفهم قال تعالى {لا يكادون يفقهون حديثا}[النساء: ٧٨] يقال: فقه بفتح الفاء وضم القاف إذا صار الفقه له سجية وفقه بالفتح إذا سبق غيره إلى الفهم وفقه بالكسر إذا فهم وقال ابن عباس في تفسير قوله تعالى {ولكن كونوا ربانيين}[آل عمران: ٧٩] قال: كونوا حكماء فقهاء ويقال: الرباني الذي يربي الناس بصغار العلم قبل كباره ويقال: لا يقال للعالم: رباني حتى يكون عالما معلما عاملا.
فالفقه هو الفهم، والفهم فطنة يفهم بها صاحبها من الكلام ما يقترن به من قول أو فعل واختلف في المراد بالحكمة في دعوة ابن عباس فقيل: القرآن وهو المراد بالكتاب الوارد في بعض الروايات أي فهم المراد من آياته وقيل: العمل بالقرآن وقيل: السنة وقيل: الإصابة في القول وقيل: الخشية وقيل: الفهم عند الله وقيل: العقل وقيل: ما يشهد العقل بصحته وقيل: نور يفرق به بين الإلهام والوسواس وقيل: سرعة الجواب مع الإصابة.
-[فقه الحديث]-
-[يؤخذ من الحديث]-
١ - فضيلة الفقه، والعلم بالأحكام الشرعية.
٢ - واستحباب الدعاء بظهر الغيب.
٣ - واستحباب الدعاء لمن عمل خيرا مع الإنسان.
٤ - وإجابة دعاء النبي صلى الله عليه وسلم فقد كان ابن عباس في الفقه بالمحل الأعلى.