[(١٠٧) باب موالاة المؤمنين والبراءة من موالاة الكافرين]
٣٨٣ - عن عمرو بن العاص رضى الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم، جهارا غير سر، يقول "ألا إن آل أبي (يعني فلانا) ليسوا لي بأولياء. إنما وليي الله وصالح المؤمنين".
-[المعنى العام]-
إن التعاضد والتناصر، والتعاون والتآلف ينبغي أن يكون بين المؤمنين بعضهم مع بعض، ويحرم على المؤمن أن يستعين بكافر ضد مؤمن، أما استعانة المؤمن بالكافر ضد الكافر، فقد كان مشروعا أول الإسلام، حيث كان المسلمون في حاجة إلى حماية من أذى الكفار، فهذا أبو بكر الصديق رضى الله عنه حماه بعض الكافرين أول الإسلام، ومحمد صلى الله عليه وسلم حماه عمه أبو طالب، وتحالف مع بعض اليهود والكفار، لكن بعد أن قوي الإسلام، وأعزه الله بأهله نهي عن موالاة الكافرين، فتبرأ المؤمنون من موالاة أعداء الله، ويتبرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم من الأولياء الكافرين، وينفي أن يكون آل فلان -من الكافرين الذين فهم الناس من قبل أنهم يناصرونه ويدافعون عنه- أولياءه، وصرح بأن وليه الله وصالح المؤمنين {ومن يتول الله ورسوله والذين آمنوا فإن حزب الله هم الغالبون}[المائدة: ٥٦]. ويقول تعالى {يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا عدوي وعدوكم أولياء}[الممتحنة: ١].
-[المباحث العربية]-
(جهارا غير سر)"جهارا" صفة لمصدر محذوف أي قولا جهارا أي علانية لم يخفه، بل أباح به وأظهره وأشاعه، فقوله:"غير سر" وصف للتأكيد.
(ألا إن آل أبي ... يعني فلانا) منطوق الرسول صلى الله عليه وسلم كان اسما معينا، قيل: هو الحكم بن أبي العاص، فكأنه قال: ألا إن آل أبي العاص ليسوا لي بأولياء، ولكن الراوي أبهم الاسم وكني عنه بفلان.
-[فقه الحديث]-
يؤخذ من الحديث أن ولاية المؤمنين ينبغي أن تكون من المؤمنين، وأن الولاية ينبغي أن تكون للدين والصلاح، وإن بعد في النسب، ومن ليس بمؤمن ولا صالح فليس بولي، وإن قرب نسبه، قال تعالى:{إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا}[المائدة: ٥٥] أي لا تتخذوا أولئك أولياء، لأن بعضهم