١٣٨ - عن جابر رضي الله عنه قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: "إن بين الرجل وبين الشرك والكفر ترك الصلاة".
ومثله.
-[المعنى العام]-
الصلاة عماد الدين، وأفضل الأعمال الصلاة لوقتها، وما افترض الله على خلقه بعد التوحيد أحب إليه من الصلاة، ولذا يقول صلى الله عليه وسلم "وجعلت قرة عيني في الصلاة".
وإذا كان فضل الصلاة بهذه المنزلة كان تركها من أكبر الكبائر، فما عظم ثواب فعله عظم عقاب تركه، وقد قرن الله الصلاة بالتوحيد في كثير من آيات القرآن، وجعلها أول الشعائر الإسلامية، فهو يقول جل شأنه:{وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة وذلك دين القيمة}[البينة: ٥]. {الذين يؤمنون بالغيب ويقيمون الصلاة ومما رزقناهم ينفقون}[البقرة: ٣]. {والذين يمسكون بالكتاب وأقاموا الصلاة إنا لا نضيع أجر المصلحين}[الأعراف: ١٧٠]. {قل لعبادي الذين آمنوا يقيموا الصلاة}[إبراهيم: ٣١]. {إنني أنا الله لا إله إلا أنا فاعبدني وأقم الصلاة لذكري}[طه: ١٤].
كما قرن الرسول صلى الله عليه وسلم الصلاة بالشهادتين في أحاديثه الكثيرة كقوله صلى الله عليه وسلم "بني الإسلام على خمس: شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله وإقام الصلاة ... ".
وقد بلغ من اهتمام الشارع بالصلاة أن جعلها الفارق بين المسلم والكافر، لأنها العلامة الواضحة المعلنة عن إسلام المرء في كل يوم، فالشهادتان يكتفى فيهما بالنطق مرة واحدة في العمر مع دوام التصديق، فيحكم بإسلام المسلم إذا نطق، ولا يعرف استمراره على الإسلام إلا بالصلاة، والصلاة وحدها لأن الصوم بين العبد وربه، والزكاة قد يتصدق بها من لا يؤمن بالله وبرسوله جودا وكرما، ثم إنها مرة كل عام، ولأن الحج على المستطيع مرة في العمر، وكان المشركون يقومون بأعماله تقديسا للكعبة والمسجد الحرام.
فلم يبق علامة على استمرار إسلام المسلم من بين سائر الأركان إلا الصلاة، ولذا يجعلها الرسول