٩ - عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: نهينا أن نسأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن شيء، فكان يعجبنا أن يجيء الرجل من أهل البادية العاقل، فيسأله ونحن نسمع، فجاء رجل من أهل البادية، فقال: يا محمد، أتانا رسولك، فزعم لنا أنك تزعم أن الله أرسلك. قال:"صدق". قال: فمن خلق السماء؟ قال:"الله". قال: فمن خلق الأرض؟ قال:"الله". قال: فمن نصب هذه الجبال وجعل فيها ما جعل؟ قال:"الله". قال: فبالذي خلق السماء، وخلق الأرض، ونصب هذه الجبال آلله أرسلك؟ قال:"نعم" قال: وزعم رسولك أن علينا خمس صلوات في يومنا وليلتنا. قال:"صدق". قال: فبالذي أرسلك آلله أمرك بهذا؟ قال:"نعم". قال: وزعم رسولك أن علينا زكاة في أموالنا قال: "صدق". قال: فبالذي أرسلك آلله أمرك بهذا؟ قال:"نعم". قال: وزعم رسولك أن علينا صوم شهر رمضان في سنتنا. قال:"صدق". قال: فبالذي أرسلك الله أمرك بهذا؟ قال:"نعم". قال: وزعم رسولك أن علينا حج البيت من استطاع إليه سبيلا. قال:"صدق". قال: ثم ولى. قال: والذي بعثك بالحق لا أزيد عليهن ولا أنقص منهن. فقال النبي صلى الله عليه وسلم:"لئن صدق ليدخلن الجنة".
١٠ - عن ثابت قال: قال أنس رضي الله عنه كنا نهينا في القرآن أن نسأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن شيء وساق الحديث بمثله.
-[المعنى العام]-
نهى الله المؤمنين عن الإلحاح في سؤال رسول الله صلى الله عليه وسلم وعن التعنت فيه، وعن الإكثار منه فيما لا ضرورة إليه بقوله تعالى {يا أيها الذين آمنوا لا تسألوا عن أشياء إن تبد لكم تسؤكم}[المائدة: ١٠١] فأحجم الصحابة عن السؤال تحرزا أن يقعوا فيما نهوا عنه، ورأى رسول الله صلى الله عليه وسلم في إحجامهم تقصيرا في حق أنفسهم، وحبسا لها عن استجلاء ما تحتاجه من أمور، واستيضاح ما خفي عليها من المبهمات، فطلب منهم أن يسألوه، فهابوا أن