للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[(٧٣٦) باب الإيمان بالقدر والإذعان له]

٥٨٩٣ - عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف وفي كل خير احرص على ما ينفعك واستعن بالله ولا تعجز وإن أصابك شيء فلا تقل لو أني فعلت كان كذا وكذا ولكن قل قدر الله وما شاء فعل فإن لو تفتح عمل الشيطان".

-[المعنى العام]-

قد يظن البعض أن القوة المطلوبة هي القوة في العبادة والطاعة وأعمال الآخرة فيهمل الدنيا فيذله الأعداء ويستهين به الناس ويصبح مسودا لا سيدا بل قد يكبله الأعداء عن العبادة ويحولون بينه وبين الطاعة كما حدث للمسلمين في الاتحاد السوفيتي قبل تفككه وكما يحدث للأقليات المسلمة في البلاد غير المسلمة والحق أن القوة شرعا مطلوبة من المؤمن في كل اتجاه لم يخالف الشريعة حتى الزراعة وفلاحة الأرض لا يأكل من نتاجها إنسان أو طير أو بهيمة ولو رغم أنف مالكها إلا كان له به صدقة وما عز الإسلام وانتصر وانتشر إلا بالقوة قوة العقيدة وقوة السلاح استجابة لقوله تعالى {وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم وآخرين من دونهم لا تعلمونهم الله يعلمهم} [الأنفال ٦٠] وقوله تعالى {فإذا قضيت الصلاة فانتشروا في الأرض وابتغوا من فضل الله} [الجمعة ١٠] وقوله صلى الله عليه وسلم "لأن يأخذ أحدكم حبله فيحتطب ... " الحديث المشهور فكانوا كما وصفهم الله {أشداء على الكفار رحماء بينهم} [الفتح ٢٩] فسادوا الدنيا وملكوا خزائن كسرى وقيصر حرصوا على ما ينفعهم واستعانوا بالله في أمور دنياهم وأمور أخراهم ولم يعجزوا ولم يتواكلوا وقل ندمهم على ما فاتهم فكانوا خيرا من غيرهم عند ربهم كانوا خيرا من مؤمنين ضعفوا وتواكلوا وأسفوا على ما فاتهم وفتحوا الباب للشيطان يزيدهم ضعفا ويزيدهم أسفا وكلما تأخروا نسبوا تأخرهم للشيطان وغواية الشيطان حيث لا ينفعهم الأسف ولا يفيدهم الندم

-[المباحث العربية]-

(المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف) القوة لها اتجاهات دنيوية

<<  <  ج: ص:  >  >>