هذا هو الإيمان يدعو إلى طهارة اللسان من السب والطعن، ومما يشعر بالاعتراض على اللطيف الحكيم الخبير.
-[المباحث العربية]-
(اثنتان في الناس) مبتدأ وخبر، و"أل" في "الناس" للجنس الصادق بالبعض، أي خصلتان موجودتان في بعض الناس.
(هما بهم كفر) "هما" مبتدأ، و"بهم" جار ومجرور خبر، والجملة في معنى التأكيد للجملة الأولى، و"كفر" خبر بعد خبر، أو خبر لمبتدأ محذوف، والتقدير: هما كفر، و"كفر" مصدر يخبر به عن المفرد والمثنى والجمع.
(الطعن في النسب) "الطعن" خبر مبتدأ محذوف، تقديره: "إحداهما" أو "هما" إن أريد مجموع المتعاطفين، واعتبرا من عطف المفردات.
(والنياحة على الميت) النوح، والنواح، والنياح، والنياحة البكاء بصياح وعويل.
-[فقه الحديث]-
إثبات الكفر لصاحب هاتين الخصلتين مؤول عند أهل السنة، لأنهم -كما سبق- لا يكفرون بالمعاصي غير الشرك.
والتأويلات السابقة في الأحاديث المتقدمة صالحة لتأويل هذا الحديث. وقال النووي: معناه أنهما من أعمال الكفار وأخلاق الجاهلية، وهذا التأويل قريب من القول بالتشبيه، أي خصلتان في الناس هما بهم شبيهتان بالكفر لأنهما من أعمال الجاهلية.
والأحاديث في النهي عن النياحة كثيرة، وأهمها ما رواه البخاري.
"الميت يعذب في قبره بما نيح عليه" وقد تكلم العلماء كثيرا في تعذيب الميت ببكاء أهله.
والصحيح أنه يعذب بنياحة أهله إذا كان مولعا بها في دنياه، أو أمر أهله بها قبل موته، أو مات راضيا عنها.
وقد كان العرب يوصون أهليهم بالنياحة، معتقدين أنها تزيدهم إكبارا وإعظاما, حتى قال طرفة ابن العبد:
إذا مت فانعيني بما أنا أهله
وشقي على الجيب يا ابنة معبد
أما إذا أدى ما عليه، ونهاهم عنه قبل موته، وأظهر لهم عدم رضاه عنه في حياته، فلا مؤاخذة عليه بفعل غيره.
والله أعلم