٢ - يؤخذ من صنيع البخاري استدلاله بالحديث على أن النبي صلى الله عليه وسلم بعث بجوامع الكلم، قال الحافظ ابن حجر: إن دخول القرآن في قوله صلى الله عليه وسلم "بعثت بجوامع الكلم" لا شك فيه، وإنما النزاع: هل يدخل غيره من كلامه من غير القرآن؟
٣ - استدل به على أن القرآن إنما نزل بالوحي الذي يأتي به الملك، لا بالمنام ولا بالإلهام.
٤ - وفيه علم من أعلام النبوة، فإنه أخبر عليه السلام بهذا في زمن قلة المسلمين ثم من الله تعالى وفتح على المسلمين البلاد، وقد تأكد صلى الله عليه وسلم من تحقق رجائه فقد روى البخاري أنه صلى الله عليه وسلم قال لأصحابه:"أترضون أن تكونوا ربع أهل الجنة؟ " قالوا: نعم. قال:"أترضون أن تكونوا ثلث أهل الجنة؟ " قالوا: نعم، قال:"أترضون أن تكونوا شطر أهل الجنة؟ " قالوا: نعم، قال:"إني لأرجو أن تكونوا شطر أهل الجنة، وذلك أن الجنة لا يدخلها إلا نفس مسلمة، وما أنتم في أهل الشرك إلا كالشعرة البيضاء في جلد الثور الأسود، أو الشعرة السوداء في جلد الثور الأحمر".
وفي رواية "بل أرجو أن تكونوا ثلثي أهل الجنة" وفي رواية "بل أنتم نصف أهل الجنة وتقاسمونهم في النصف الثاني".