ثم يموت غير مؤمن، والعطف بثم يفيد أن الإيمان ينفع ولو مع التراخي، ولو بعد مدة من البلاغ، ويصح أن يكون لاستبعاد أن يقع الموت بدون إيمان بعد السماع به كقوله تعالى:{ومن أظلم ممن ذكر بآيات ربه ثم أعرض عنها}[السجدة: ٢٢].
(إلا كان من أصحاب النار) أي ملازميها.
-[فقه الحديث]-
-[يؤخذ من الحديث]-
١ - نسخ الملل كلها برسالة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم لأن ذكر اليهودي والنصراني للتنبيه على من سواهما، إذ اليهود والنصارى لهم كتاب، فإذا كان هذا شأنهم مع أن لهم كتابا فغيرهم ممن لا كتاب لهم من باب أولى.
٢ - أن رسالة النبي صلى الله عليه وسلم عامة لكل البشر في جميع الأزمنة اللاحقة لبعثته، وفي جميع الأمكنة، وقد جاء في الصحيحين:"أعطيت خمسا لم يعطهن أحد قبلي" وفيه: "وكان النبي يبعث إلى قومه خاصة، وبعثت إلى الناس عامة" وفي رواية لمسلم "وبعثت إلى كل أحمر وأسود" وفي رواية "وأرسلت إلى الخلق كافة".
٣ - أنه لا حكم قبل ورود الشرع على الصحيح.
٤ - أن من لم تبلغه دعوة الإسلام فهو معذور، وهو أصل مجمع عليه لقوله تعالى:{وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا}[الإسراء: ١٥].
وفي حكم من لم تبلغه الدعوة، من بلغته من الأعاجم ولم يفهمها، وبعضهم يعتبر شرط وجوب الإيمان هو بلوغ المعجزة، رؤية وسماعا لمن حضرها، ونقلا عن موثوق لمن لم يحضرها، وكون الشرط بلوغ الدعوة هو ظاهر الحديث، أما من يشترط بلوغ المعجزة فإنه يفسر الحديث بقوله: لا يسمع بي أحد وتتبين له معجزتي.