للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

على ذلك، وهو أن ينظرن إلى حسن يوسف، ويعذرنها في محبته وأن عائشة أظهرت أن سبب إرادتها صرف الإمامة عن أبيها كونه لا يسمع المأمومين القراءة لبكائه، ومرادها زيادة على ذلك، وهو ألا يتشاءم الناس به قاله الحافظ ابن حجر، وقال القاضي عياض: وجه الشبه التظاهر والإلحاح على ما أرادته عائشة وحفصة، كتظاهر امرأة العزيز ونسائها على يوسف عليه السلام ليصرفنه عن رأيه في الاستعصام.

وقال السنوسي قيل: إن وجه الشبه كون المظهر شيئا والمراد غيره فإن نساء امرأة العزيز لمنها على المراودة، وبهن من حب يوسف عليه السلام والرغبة في مراودته ما بامرأة العزيز أو أشد، اهـ ولا مانع من كون وجه الشبه الأمرين معا، الإلحاح وإظهار غير المقصود.

(إن أبا بكر رجل أسيف) بوزن فعيل، وهو بمعنى فاعل، من الأسف وهو شدة الحزن، والمراد أنه رقيق القلب، سريع البكاء، والأسف عند العرب شدة الحزن والندم، وقول يعقوب عليه السلام {يا أسفى على يوسف} [يوسف: ٨٤] يعني واحزناه توجعا لفقده، وأما الأسف بكسر السين فهو الغضبان المتهلف، قال تعالى: {فرجع موسى إلى قومه غضبان أسفا} [الأعراف: ١٥٠] ذكره العيني.

(فأمروا أبا بكر يصلي بالناس) "يصلي" مسبوك بمصدر من غير سابك والمصدر مجرور بحرف جر محذوف والتقدير: فأمروا أبا بكر بالصلاة بالناس.

(فقام يهادى بين رجلين) "يهادى" بضم الياء وفتح الدال، مبني للمجهول، يقال: جاء فلان يهادى بين اثنين إذا كان يمشي بينهما معتمدا عليهما من ضعفه متمايلا إلى هذا مرة، وهذا مرة، من شدة الضعف والتهادي التمايل في المشي البطيء.

(فلما دخل المسجد سمع أبو بكر حسه) في القاموس: الحس بفتح الحاء الجلبة، والحس بكسرها الحركة وأن يمر بك قريبا، فتسمعه ولا تراه والرواية بكسر الحاء: أي سمع أبو بكر حركته.

(قال عروة ... إلخ) في الرواية السابعة. قال الكرماني: من هنا إلى آخر الحديث موقوف على عروة، وهو من مراسيل التابعين ويحتمل دخوله تحت الإسناد الأول، وأخرجه ابن ماجه بهذا الإسناد متصلا، ويحتمل أن يكون عروة أخذه عن غير عائشة، فقطع الجزء الثاني عن الجزء الأول.

(فأشار إليه صلى الله عليه وسلم أي كما أنت) "ما" موصولة و"أنت" مبتدأ وخبرها وعائد الصلة محذوف تقديره "عليه" والكاف للتشبيه، والجملة خبر "كان" المحذوفة مع اسمها، أي كن مشابها للذي أنت عليه. أي يكون حالك في المستقبل مشابها لحالك في الماضي.

(فجلس رسول الله صلى الله عليه وسلم حذاء أبي بكر إلى جنبه) أي محاذيا أبا بكر من جهة الجنب، لا من جهة القدام والخلف، أي بجواره لا يسبقه ولا يتأخر عنه.

<<  <  ج: ص:  >  >>