للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

٦ - عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم سلوني فهابوه أن يسألوه، فجاء رجل فجلس عند ركبتيه فقال يا رسول الله ما الإسلام؟ قال "لا تشرك بالله شيئا وتقيم الصلاة وتؤتي الزكاة وتصوم رمضان". قال: صدقت. قال: يا رسول الله ما الإيمان؟ قال "أن تؤمن بالله وملائكته وكتابه ولقائه ورسله وتؤمن بالبعث وتؤمن بالقدر كله" قال: صدقت. قال: يا رسول الله ما الإحسان؟ قال: "أن تخشى الله كأنك تراه فإنك إن لا تكن تراه فإنه يراك" قال: صدقت. قال: يا رسول الله متى تقوم الساعة؟ قال: "ما المسئول عنها بأعلم من السائل، وسأحدثك عن أشراطها إذا رأيت المرأة تلد ربها فذاك من أشراطها وإذا رأيت الحفاة العراة الصم البكم ملوك الأرض فذاك من أشراطها وإذا رأيت رعاء البهم يتطاولون في البنيان فذاك من أشراطها، في خمس من الغيب لا يعلمهن إلا الله ثم قرأ {إن الله عنده علم الساعة وينزل الغيث ويعلم ما في الأرحام وما تدري نس ماذا تكسب غدا وما تدري نفس بأي أرض تموت إن الله عليم خبير} [لقمان ٣٤] قال ثم قام الرجل فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "ردوه علي فالتمس فلم يجدوه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم هذا جبريل أراد أن تعلموا إذ لم تسألوا.

-[المعنى العام]-

في مدينة البصرة بالعراق قام معبد الجهني يدعو لبدعة في الدين يقول: إن الله لم يقدر الأشياء أزلا ولم يسبق علمه بها قبل وقوعها

وتابعه جماعة من الذين احترفوا القراءة والبحث في غوامض أحكام الفروع والأصول وفزع المخلصون الغيورون لكن أنى لهم لسان معبد وقوة حجته؟ وأنى لهم فقه أتباعه وشهرتهم العلمية التي تخدع البسطاء.

لقد جاء موسم الحج وفتنة معبد تهاجم عقيدة المسلمين بالبصرة واستعد يحيى بن يعمر وحميد بن عبد الرحمن للحج والعمرة وقد فكرا في الأمر ودبرا له، وصمما على أن يعودا إلى البصرة ومعهما السلاح القاطع لكل لسان يفتري على الحق ولن يكون هذا السلاح إلا فتوى مؤيدة بالحجة والبرهان من أهل الرأي والفقه من كبار الصحابة.

وأشرفا على المسجد الحرام بمكة فلمحا عند بابه عبد الله بن عمر العالم التقي الورع الذي لا يخاف في الله لومة لائم، ولا يعارضه في فتواه معارض فأسرعا إليه يحيطان به أحدهما عن

<<  <  ج: ص:  >  >>