للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

(ما هذه الكلمات التي أراك أحدثتها تقولها؟ ) جملة "تقولها" بيان لجملة "أحدثها" أي تقولها حديثًا.

(جعلت لي علامة في أمتي) "علامة" بالرفع نائب فاعل، أي جعل الله لي علامة في أمتي.

(إذا رأيتها قلتها) أي إذا رأيت هذه العلامة قلت هذه الكلمات، وهذه العلامة هي فتح مكة ودخول الناس في دين الله أفواجًا وقد رأيتها، فلذلك أقولها وأكثر من قولها، عملاً بقوله تعالى: {إذا جاء نصر الله والفتح. ورأيت الناس يدخلون في دين الله أفواجا. فسبح بحمد ربك واستغفره إنه كان توابا}

(كيف تقول أنت في الركوع؟ ) كان الظاهر أن يقول: ماذا تقول أنت في الركوع؟ لأنه يسأل عما يقول، لا عن كيفيته، ولكنه أراد السؤال عن القول بدقة حتى كأنه يسأل عنه وعن كيفيته.

(افتقدت النبي صلى الله عليه وسلم ذات ليلة) في الرواية الثامنة "فقدت رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة من الفراش" وفقد وافتقد بمعنى، والمقصود أنها لم تجده في فراشه.

(فتحسست ثم رجعت) وفي الرواية الثامنة "فالتمسته" والتحسس البحث بإحدى الحواس، والالتماس في أصله البحث باللمس، والظاهر أنها تسمعت لصوته أو نفسه في نواحي البيت، فلما لم تجده رجعت إلى مكان النوم، ثم بدا لها أن تتجه إلى المسجد، وبين حجراته والمسجد ستر كما ذكرنا، وفي الظلام تحسست بيدها.

(فإذا هو راكع أو ساجد) في الرواية الثامنة "فوقعت يدي على بطن قدميه وهو في المسجد وهما منصوبتان وهذه الهيئة لا تكون في الركوع، ولا تكون إلا في السجود فقولها في روايتنا "فإذا هو راكع أو ساجد" مشكل. إلا إذا قلنا بتعدد القصة، تعدد افتقاده صلى الله عليه وسلم والتماسه، فالرواية السابعة تحكي أنها سمعته يقول هذا الذكر ولم تلمسه، ولم تتبين إن كان في ركوع أو في سجود، والرواية الثامنة تحكي أنها لمسته بيدها، لمست بطن قدميه فكان في سجود، يساعد على هذا الفهم اختلاف الذكر الوارد في كل من الروايتين. والله أعلم.

(بأبي أنت وأمي) كثيرة الاستعمال لحسن حذف فعلها، والأصل: أفديك بأبي وأمي يا رسول الله. تقال عند مشاهدة فعل عظيم.

(إني لفي شأن وإنك لفي آخر) أي إني لفي ظني ما ظننت، وإنك لعلى نقيض من ظني، حيث تركت متعة النساء إلى متعة عبادة ربك.

(أعوذ برضاك من سخطك، وبمعافاتك من عقوبتك، وأعوذ بك منك) قال الخطابي: في هذا معنى لطيف، وذلك أنه استعاذ بالله تعالى وسأله أن يجيره برضاه من سخطه، وبمعافاته من عقوبته، والرضا والسخط ضدان متقابلان، وكذلك المعافاة والعقوبة، فلما صار إلى ذكر ما لا ضد له،

<<  <  ج: ص:  >  >>