الرواية الرابعة "ولا نكفت الثياب ولا الشعر" وفي الرواية الخامسة "لا أكفت الشعر ولا الثياب" والكف المنع، والكفت الجمع والضم ومنه قوله تعالى: {ألم نجعل الأرض كفاتا} [المرسلات: ٢٥] أي كافتة تجمع الناس في حياتهم وموتهم، قال الثوري: والكفت في الحديث بمعنى الكف في الرواية الأخرى، اهـ. والمراد أنه لا يجمع ثيابه ولا شعره، بل يتركهما على وضعهما وطبيعتهما والمراد بالشعر شعر الرأس.
وقوله في الرواية الخامسة "ولا أكفت الشعر ولا الثياب" معترض بين البيان والمبين.
(الجبهة -وأشار بيده على أنفه-) في الرواية الخامسة "الجبهة والأنف" والرواية السادسة "وجهه" وقوله "الجبهة" بالجر، عطف بيان لقوله "سبعة أعظم" وفي رواية "وأشار بيده إلى أنفه" فرواية "على أنفه" فيها تضمين "أشار" معنى "أمر" تعدى بعلى دون إلى، وفي رواية "ووضع يده على جبهته وأمرها على أنفه وقال: هذا واحد".
قال القرطبي: هذا يدل على أن الجبهة في السجود، والأنف تبع، وقال ابن دقيق العيد: قيل: معناه أنهما جعلا كعضو واحد، وإلا لكانت الأعضاء ثمانية وللبحث تتمة في فقه الحديث تأتي إن شاء اللَّه.
(واليدين) قال ابن دقيق العيد: المراد بهما الكفان؛ لئلا يدخل تحت النهي عنه من افتراش السبع والكلب. اهـ. والرواية السادسة نص في أن المراد الكفان، ففيها "وجهه وكفاه وركبتاه وقدماه" والرواية الأولى كذلك، وفيها "الكفين والركبتين" ... إلخ.
(والرجلين) المراد بهما الركبتان، كما جاء في الرواية الأولى والخامسة والسادسة.
(والقدمين) المراد بهما أطراف القدمين، أي أصابعهما، كما جاء في الرواية الرابعة.
(ورأسه معقوص) العقص أن يجمع شعره على وسط رأسه، ويشده بخيط أو بصمغ ليتلبد. كذا في عمدة القارئ.
والظاهر من الحديث أن المراد من العقص مطلق جمع الشعر، سواء على الوسط أو على الجنب أو على الإمام أو على الخلف لأن، ابن الحارث كان جامعًا شعره من ورائه.
(إنما مثل هذا مثل الذي يصلي وهو مكتوف) "مثل" بفتح الميم والثاء والمشار إليه الوضع القائم والشعر المعقوص، أي إنما مثل الذي يصلي بهذا الوضع كمثل الذي يصلي وهو مكتوف، لأن تكتيف جزء يشبه تكتيف جزء آخر، فتكتيف الشعر يشبه تكتيف اليدين.
(اعتدلوا في السجود) الاعتدال وضع كل شيء في موضعه المطلوب والاعتدال في السجود وضع أعضاء السجود في مواضعها الشرعية.
(ولا يبسط أحدكم ذراعيه انبساط الكلب) الذراع من الإنسان من طرف