مع العشرة كما يبنى سائر الآحاد، فيقال، بضعة عشر رجلا، وبضع عشرة امرأة، ويعطف عليه العشرون والثلاثون إلى التسعين، ولا يقال: بضع ومائة، ولا بضع وألف.
(شعبة) بضم الشين، أي خصلة، منصوب على التمييز، وأصل الشعبة الفرقة والطائفة من الشيء، ومنه شعب القبائل.
(والحياء) هو الاستحياء، واشتقاقه من الحياة، وهو تغير وانكسار يعتري الإنسان من خوف ما يعاب به، ويذم عليه، وقد يعرف بأنه انحصار النفس خوف ارتكاب القبائح، وقد يطلق على مجرد ترك الشيء لسبب، والحقيقة أن الترك من لوازمه، وإنما هو دهشة تكون سببا لترك الشيء. قال الواحدي: استحيا الرجل من قوة الحياة فيه، لشدة علمه بمواقع الغيب، قال: فالحياء من قوة الحس ولطفه وقوة الحياة" اهـ.
(شعبة من الإيمان) أي خصلة عظيمة، فالتنوين للتعظيم والتفخيم، والجار والمجرور متعلق بمحذوف صفة.
(بضع وسبعون، أو بضع وستون) شك من الراوي، وهو في بعض طرق الترمذي "بضع وسبعون" من غير شك.
(فأفضلها) الفاء فصيحة، أي إذا تدرجت شعب الإيمان فأفضلها، وفي رواية ابن ماجه "فأرفعها" وفي رواية "أعلاها".
(لا إله إلا الله) محمد رسول الله، فإن الشهادتين متلازمتان شرعا، فإذا ذكرت إحداهما أريدت معها الأخرى.
(وأدناها) من الدنو بمعنى القرب، أي أقلها طلبا وأجرا ومنزلة.
(إماطة الأذى عن الطريق) أي إزالة الأذى، والمراد من الأذى ما من شأنه أن يؤذي، حصل به الإيذاء بالفعل أولا. وفي رواية "أدناها إماطة العظم عن الطريق".
-[فقه الحديث]-
قال القاضي عياض: تكلف جماعة حصر هذه الشعب بطريق الاجتهاد، وفي الحكم بكون ذلك هو المراد صعوبة، ولا يقدح عدم معرفة حصر ذلك على التفصيل في الإيمان. اهـ.
قال الحافظ ابن حجر: ولم يتفق من عد الشعب على نمط واحد. ثم لخص ما أوردوه فقال: إن هذه الشعب تتفرع عن أعمال القلب وأعمال اللسان، وأعمال البدن.
فأعمال القلب فيه المعتقدات والنيات، وتشتمل على أربع وعشرين خصلة، الإيمان بالله (ويدخل