للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

٣ - وأما الخصوصية في جعل الأرض طهوراً ومسجداً فقال ابن التيمي: قيل: المراد جعلت لي الأرض مسجداً وطهوراً، وجعلت لغيري مسجداً ولم تجعل له طهوراً، لأن عيسى عليه السلام كان يسيح في الأرض، ويصلي حيث أدركته الصلاة، وقيل: إنما أبيح لهم الصلاة في موضع يتيقنون طهارته، بخلاف هذه الأمة فأبيح لها في جميع الأرض إلا فيما تيقنوا نجاسته. قال الحافظ ابن حجر: والأظهر ما قاله الخطابي، وهو أن من قبله إنما أبيحت لهم الصلوات في أماكن مخصوصة، كالبيع والصوامع، ويؤيده رواية "وكان من قبلي إنما كانوا يصلون في كنائسهم" وما أخرجه البزار بلفظ "ولم يكن من الأنبياء أحد يصلي حتى يبلغ محرابه" قال الحافظ ابن حجر: وهذا نص في موضع النزاع.

٤ - وأما خصوصية النصر بالرعب ففي رواية أحمد زيادة "يقذف في قلوب أعدائي" قال الحافظ ابن حجر مفهوم رواية "نصرت بالرعب مسيرة شهر" أنه لم يوجد لغيره النصر بالرعب في هذه المدة، ولا في أكثر منها، أما ما دونها فلا، لكن رواية "ونصرت على العدو بالرعب ولو كان بيني وبينهم مسيرة شهر" ظاهرها اختصاصه به مطلقاً، وإنما جعل الغاية شهراً لأنه لم يكن بين بلده وبين أحد من أعدائه أكثر منه. وهذه الخصوصية حاصلة له على الإطلاق، حتى ولو كان وحده بغير عسكر، ثم قال: وهل هي حاصلة لأمته من بعده؟ فيه احتمال. اهـ وهذا الاحتمال إنما يصح إذا كانت أمته قائمة على شريعته وسنته. والله أعلم.

٥ - وأما الشفاعة فقد قال ابن دقيق العيد: الأقرب أن اللام فيها للعهد، والمراد بها الشفاعة العظمى في إراحة الناس من هول الموقف، ولا خلاف في وقوعها، وكذا جزم النووي وغيره.

وقيل: الشفاعة التي اختص بها أنه لا يرد فيما يسأل، وقيل: الشفاعة لخروج من في قلبه مثقال ذرة من إيمان، لأن شفاعة غيره تقع فيمن في قلبه أكثر من ذلك، وفيها أقوال أخرى. والأول هو الصواب.

٦ - وأما صفوف الملائكة فالمقصود الصفوف في صلاة الجماعة، ووجه الشبه الاستقامة في المساجد صفًا صفًا كقوله تعالى: {وجاء ربك والملك صفًا صفًا} [الفجر: ٢٢] والاستدارة حول الكعبة كقوله تعالى: {الذين يحملون العرش ومن حوله يسبحون بحمد ربهم} [غافر: ٧].

٧ - وخواتيم سورة البقرة إشارة إلى قوله تعالى: {ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا ربنا ولا تحمل علينا إصرًا كما حملته على الذين من قبلنا ربنا ولا تحملنا ما لا طاقة لنا به واعف عنا واغفر لنا وارحمنا أنت مولانا فانصرنا على القوم الكافرين} [البقرة: ٢٨٦].

٨ - وأما جوامع الكلم فقيل المراد بها القرآن الكريم، لأنه قليل اللفظ كثير المعاني، وقيل: كلامه صلى الله عليه وسلم، حيث أوتي الحكمة وفصل الخطاب.

٩ - وأما ختمه للنبيين فهو صريح قوله تعالى: {ما كان محمد أبا أحد من رجالكم ولكن رسول الله وخاتم النبيين} [الأحزاب: ٤٠].

<<  <  ج: ص:  >  >>