قال النووي: والمعنى على هذه الروايات التبكير بصلاة العصر في أول وقتها، وهو حين يصير ظل كل شيء مثله، وكانت الحجرة ضيقة العرصة [الفراغ] قصيرة الجدار، بحيث يكون طول جدارها أقل من مساحة العرصة [أي أقل من ضلع الفراغ] بشيء يسير، فإذا صار ظل الجدار مثله دخل وقت العصر وتكون الشمس ما زالت في أواخر العرصة، لم يقع الفيء في الجدار الشرقي. وكل الروايات محمولة على ما ذكرناه. اهـ.
(إلى أن يطلع قرن الشمس الأول) أي قوسها الأعلى.
(إلى أن يسقط الشفق) أي يغيب الشفق من الأفق. وهو لفظ الرواية الثامنة، وفى الرواية الحادية عشرة "حين وقع الشفق". وفى الرواية السابعة "ما لم يسقط ثور الشفق" أي ثورته وانتشاره، وهل المراد الشفق الأحمر أو الأبيض؟ خلاف بين الفقهاء.
(فإنها تطلع بين قرني شيطان) قال النووي: قيل: المراد بقرنه أمته وشيعته، وقيل: قرنه جانب رأسه، وهذا ظاهر الحديث، فهو أولى، ومعناه أنه يدني رأسه إلى الشمس في هذا الوقت ليكون الساجدون للشمس من الكفار في هذا الوقت كالساجدين له. وحينئذ يكون له ولشيعته تسلط وتمكن من أن يلبسوا على المصلي صلاته، فكرهت الصلاة في هذا الوقت لهذا المعنى، اهـ.
(والشمس مرتفعة بيضاء نقية) أي لا صفرة فيها.
(فأبرد بالظهر) أي أخر صلاته إلى أن يبرد الوقت وينكسر وهج الشمس وحرارتها.
(فأنعم أن يبرد بها) "أنعم" بفتح العين والميم، أي فأحسن الإبراد بها.
(أخرها فوق الذي كان) أي بالأمس.
(وصلى الفجر فأسفر بها) في الرواية الحادية عشرة "فنور بالصبح، أي أسفر، من النور وهو الإضاءة، أي صلى الفجر والضوء منتشر قبل طلوع الشمس.
(فأذن بغلس) بفتح الغين واللام، وهو ظلمة آخر الليل.
(ثم أمره بالمغرب حين وجبت الشمس) أي حين غابت.
(فلم يرد عليه شيئًا) أي لم يرد جوابا ببيان الأوقات باللفظ، بل قال له: صل معنا لتعرف ذلك ويحصل لك البيان بالفعل. قاله النووي، وقال: وإنما تأولناه لنجمع بينه وبين بريدة [الرواية العاشرة والحادية عشرة] ولأن المعلوم من أحوال النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه كان يجيب إذا سئل عما يحتاج إليه. اهـ.
(والناس لا يكاد يعرف بعضهم بعضا) من الظلمة.