وقيل: واحده نبلة كتمر وتمرة، أي يرمي أحدنا النبل عن القوس فيندفع النبل مسافة ثم يسقط، فيراه صاحبه بعد سقوطه، ولا يكون ذلك إلا مع بقاء الضوء، وفي رواية أحمد "فما يخفى علينا مواقع سهامنا".
-[فقه الحديث]-
قال النووي: في هذين الحديثين أن صلاة المغرب تعجل عقب غروب الشمس، وهذا مجمع عليه، وقد حكي عن الشيعة فيه شيء لا التفات إليه، ولا أصل له، وأما الأحاديث السابقة في تأخير المغرب إلى قريب سقوط الشفق فكانت لبيان جواز التأخير كما سبق إيضاحه، فإنها كانت جواب سائل عن الوقت، وهذان الحديثان إخبار عن عادة رسول الله صلى الله عليه وسلم المتكررة التي واظب عليها إلا لعذر، فالاعتماد عليها، اهـ.
وفي معنى الحديثين وردت أحاديث كثيرة منها ما رواه أبو داود عن كعب بن مالك "كان النبي صلى الله عليه وسلم يصلي المغرب ثم يرجع الناس إلى أهليهم ببني سلمة وهم يبصرون موقع النبل حين يرمي بها".
وعند الشافعي عن إبراهيم "ثم نخرج نتناضل حتى ندخل بيوت بني سلمة فننظر مواقع النبل من إسفار" أي من الضوء، ومساكن بني سلمة في عوالي المدينة على نحو ميلين من المسجد النبوي.
وعند النسائي عن رجل من أسلم "أنهم كانوا يصلون مع النبي صلى الله عليه وسلم المغرب ثم يرجعون إلى أهليهم إلى أقصى المدينة، ثم يرمون فيبصرون مواقع نبلهم".
وعند الطبراني من حديث زيد بن خالد "كنا نصلي مع النبي صلى الله عليه وسلم المغرب، ثم ننصرف حتى نأتي السوق وإنا لنرى مواضع النبل".