للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

واسمها ضمير الشأن محذوف، وخبر "لا" محذوف والتقدير: يزعمون أنه لا قدر موجود سابق على الأمور.

(وأن الأمر أنف) بضم الهمزة والنون أي مستأنف واقع ابتداء من غير سبق تقدير أو علم، يقال: كأس أنف أي لم يشرب منها، وإنما ابتدئ الشرب منها الآن، مأخوذ من أنف الشيء وهو أوله ومنه سمي الأنف لأنه أول الوجه شخوصا وظهورا.

(قال فإذا لقيت أولئك) القائل عبد الله بن عمر، والفاء في جواب شرط تقديره: إن كانت تلك حالهم فإذا لقيتهم فأخبرهم.

(أني بريء منهم وهم برآء مني) براءة ابن عمر منهم ومن زعمهم ظاهرة لكن إخباره ببراءتهم منه غير ظاهر، اللهم إلا أن يحمل الأسلوب على الكناية للمبالغة في اجتنابهم وقطع الصلة أيا كانت، كأنه يقول: لا صلة بيني وبينهم ولا صلة بينهم وبيني.

(والذي يحلف به عبد الله) أي والله، لأن ابن عمر لا يحلف بغير الله عملا بالحديث "من كان حالفا فليحلف بالله" وإنما ترك ذكره لئلا يتخذ سلما للحلف به، فالموصول مجرور بواو القسم.

(لو أن لأحدهم مثل أحد ذهبا) "مثل" اسم "أن" وخبرها متعلق الجار والمجرور و"ذهبا" تمييز و"أن" وما دخلت عليه في تأويل مصدر فاعل لفعل محذوف لاختصاص "لو" بالأفعال، والتقدير: لو ثبت أن لأحدهم مثل أحد ذهبا، ومثلية جبل أحد غير مقصودة بل المقصود المبالغة في عظم الكم مع عظم النوع.

(فأنفقه) أي في أوجه الخير وفي سبيل الله، لأن الإنفاق في المعاصي غير مقبول من القدرية ولا من غيرهم.

(ما قبل الله منه) أي ما أثابه عليه، ولا يلزم من نفي الإثابة الصحة، وللبحث بقية في فقه الحديث.

(بينما نحن عند رسول الله صلى الله عليه وسلم) بينا وبينما ظرفا زمان يضافان إلى الجمل الإسمية والفعلية، وخفض المفرد بهما قليل، وهما في الأصل "بين" التي هي ظرف مكان استعيرت هنا للزمان، وأشبعت فيها الحركة فصارت بينا وزيدت عليها الميم فصارت بينما، ولما فيهما من معنى الشرط يفتقران إلى جواب يتم به المعنى وتصحب الجواب "إذ" أو "إذا" الفجائيتان، وقد يتجرد الجواب عنهما، والعامل فيهما جوابهما.

(ذات يوم) "ذات" جيء بها هنا للتأكيد، لرفع احتمال أن يراد باليوم مطلق الزمان، فهي بمنزلة عين في قولك: قابلت عين الأمير، وهي ظرف زمان، والعامل فيه معنى الاستقرار الذي في الخبر والتقدير: بينما نحن مستقرون عند النبي صلى الله عليه وسلم في يوم.

<<  <  ج: ص:  >  >>