للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قال الحافظ ابن حجر: ومقتضى كلام من أعاد الضمير في "جدته" إلى إسحق أن يكون اسم أم سليم مليكة، ومستندهم في ذلك ما رواه ابن عيينة عن إسحق بن أبي طلحة عن أنس قال: صففت أنا ويتيم في بيتنا خلف النبي صلى الله عليه وسلم وأمي أم سليم خلفنا. اهـ.

ولست أرى في هذا مستندًا، فقد تكون الداعية الصانعة للطعام مليكة جدة أنس وإسحق، ولم تصل معهم لعذر، والتي صلت معهم أم سليم، وقد تكون مليكة خارج البيت ساعة دخول النبي صلى الله عليه وسلم بعد أن صنعت الطعام ودعت إليه، فتصدق الرواية الثالثة "دخل النبي صلى الله عليه وسلم وما هو إلا أنا وأمي وأم حرام خالتي"، على أن تعدد الواقعة قريب ووجيه، يشير إليه قول أنس في الرواية الثانية "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أحسن الناس خلقًا، فربما يحضر الصلاة وهو في بيتنا ... إلخ، وهو يرفع التعارض بين الرواية الأولى والرابعة. ففي الرواية الأولى "وصففت أنا واليتيم وراءه والعجوز من ورائنا" وفي الرواية الرابعة "فأقامني عن يمينه وأقام المرأة خلفنا".

(فقمت إلى حصير لنا) قال ابن بطال: إن كان ما يصلي عليه كبيرًا قدر طول الرجل فأكثر فإنه يقال له حصير، ولا يقال له: خمرة، وكل ذلك يصنع من سعف النخل وما أشبهه.

(قد اسود من طول ما لبس فنضحته بماء) قال العلماء: اسوداده لطول زمنه وكثرة استعماله، وإنما نضحه ليلين - فإنه كان من جريد النخل، كما صرح به في الرواية الثانية - ويذهب عنه الغبار ونحوه.

(وصففت أنا واليتيم وراءه) قال النووي: اسمه ضمير بن سعد الحميري.

(ثم انصرف) أي إلى بيته، أو من الصلاة.

(قوموا فلأصلي بكم) "فلأصلي" بكسر اللام وفتح الياء، وأجاز ابن مالك في مثلها حذف الياء، وثبوتها مفتوحة وساكنة، فعند ثبوت الياء مفتوحة اللام لام كي، والفعل بعدها منصوب بأن مضمرة، واللام ومصحوبها خبر مبتدأ محذوف، والتقدير هنا: قوموا فقيامكم لأصلي بكم ويجيز الأخفش في هذه الحالة أن تكون الفاء زائدة، واللام متعلقة بقوموا، وعند سكون الياء يحتمل أن تكون اللام أيضًا لام كي، والفعل بعدها منصوبًا، وسكنت الياء تخفيفًا، أو اللام لأم الأمر وثبتت الياء في الجزم إجراء للمعتل مجرى الصحيح، كقراءة قنبل {إنه من يتق ويصبر} [يوسف: ٩٠].

وعند حذف الياء اللام لام الأمر، وأمر المتكلم نفسه بفعل مقرون باللام فصيح، قليل في الاستعمال، ومنه قوله تعالى: {ولنحمل خطاياكم} [العنكبوت: ١٢] وأما قوله في الرواية الأولى: "قوموا فأصلي لكم" فالفعل منصوب بأن مضمرة بعد فاء السببية المسبوقة بأمر.

{في غير وقت صلاة} يعني في غير وقت فريضة.

(صلى بأمه أو خالته) الشك من الراوي، والأصح "بأمه" ففي رواية البخاري في باب المرأة

<<  <  ج: ص:  >  >>