للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

أن صحبته عائشة إلا حجة واحدة وهي حجة الوداع، فاستعملت "كان" في مرة واحدة كما قاله الأصوليون".

(تسع ركعات قائمًا يوتر منهن) قال النووي: "كذا في بعض الأصول "منهن" وفي بعضها "فيهن" وكلاهما صحيح".

(أي أمه) "أي" حرف نداء، "أم" منادى مضاف لياء المتكلم المحذوفة للتخفيف، وفتح الميم وجه من وجوه حركاتها الجائزة، كما يقول ابن مالك:

واجعل منادي صح إن يضف ليا

كعبد عبدي عبد عبدًا عبديًا

والهاء في "أمه" هاء السكت. وكأنه قال: يا أمي.

(منها ركعتا الفجر) قال النووي: "في أكثر الأصول "منها ركعتي الفجر" ويتأول على تقدير: يصلي منها ركعتي الفجر". اهـ. وهذا التأويل بعيد، ولا حرج أن نقول: إنه خطأ من الناسخ.

(ويوتر بسجدة) أي بركعة كاملة بما فيها من قراءة وركوع وسجود، أطلق الجزء وأراد الكل.

(وثب) أي قام بسرعة.

(ثم صلى الركعتين) أي سنة الصبح.

(كان يحب الدائم) أي يحب العمل الذي يداوم عليه، أي الذي يواظب على فعله عادة.

(إذا سمع الصارخ قام فصلى) قال النووي: "الصارخ هنا هو الديك باتفاق العلماء، قالوا: وسمي بذلك لكثرة صياحه"، اهـ. قال الحافظ ابن حجر: "ووقع في مسند الطيالسي في هذا الحديث "الديك" والصرخة: الصيحة الشديدة، وجرت العادة بأن يصيح عند نصف الليل غالبًا. قال ابن التين: وهو موافق لقول ابن عباس: نصف الليل أو قبله بقليل أو بعده بقليل".

(ما ألفى رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم السحر الأعلى ... إلا نائمًا) "ما ألفاه" أي ما وجده، "السحر" بالرفع فاعل، وهو آخر الليل قبيل الفجر، وحكى الماوردي أنه السدس الأخير، وقيل: أوله الفجر الأول، والمراد من نومه: نومه بعد القيام الذي مبدؤه عند سماع الصارخ.

(أيقظها فأوترت) الفاء هنا فصيحة، أي عاطفة على محذوف مطوي، أي أيقظها فتوضأت فأوترت.

(من كل الليل قد أوتر) "كل الليل" ظرف لقوله: "أوتر" أي في كل الليل، وليس المراد أنه شغل كل أجزاء الليلة بالوتر، بل المراد أنه شغل جزئيات الليل في الليالي المتعددة بالوتر، كما هو صريح في الرواية السابعة عشرة، في قولها: "من أول الليل وأوسطه وآخره".

(الكراع) بضم الكاف. والمراد هنا الخيل للحرب والجهاد.

<<  <  ج: ص:  >  >>