مخافة فتنة ففي جوازه وجهان لأصحابنا، أصحهما تحريمه، لقوله تعالى:{وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن}[النور: ٣١] ولقوله صلى الله عليه وسلم لأم سلمة وأم حبيبة: "احتجبا عنه". أي عن ابن أم مكتوم، فقالتا: إنه أعمى؟ لا يبصرنا؟ فقال صلى الله عليه وسلم:"أفعمياوان أنتما؟ ألستما تبصرانه؟ ". وهو حديث حسن رواه الترمذي وغيره. وعلى هذا أجابوا عن حديث عائشة بجوابين، وأقواهما أنه ليس فيه أنها نظرت إلى وجوههم وأبدانهم، وإنما نظرت إلى لعبهم وحرابهم، ولا يلزم من ذلك تعمد النظر إلى البدن، وإن وقع النظر بلا قصد صرفته في الحال، والثاني لعل هذا ما كان قبل نزول الآية في تحريم النظر، وأنها كانت صغيرة قبل بلوغها، فلم تكن مكلفة، على قول من يقول: إن للصغير المراهق النظر. اهـ.
وقد أشار الحافظ ابن حجر إلى رد هذا القول الثاني بأن قولها -في روايتنا الثانية:"يسترني بردائه". دال على أن ذلك كان بعد نزول آية الحجاب، وكذا قولها- في بعض الروايات:"أحببت أن يبلغ النساء مقامه لي". مشعر بأن ذلك وقع بعد أن صارت لها ضرائر، أرادت الفخر عليهن، فالظاهر أن ذلك وقع بعد بلوغها. وفي رواية ابن حبان: أن وفد الحبشة قدم سنة سبع. فيكون عمرها حينئذ خمس عشرة سنة. اهـ.
١٥ - واستدل به على الرفق بالمرأة واستجلاب مودتها.
١٦ - وبيان ما كان عليه صلى الله عليه وسلم من الرأفة والرحمة وحسن الخلق والمعاشرة بالمعروف.
١٧ - وفي قولها:"حتى كنت أنا التي أنصرف". ملال المحب، وأصرح من حديثنا في ذلك حديث النسائي:"أما شبعت؟ أما شبعت؟ قالت: فجعلت أقول: لا. لأنظر منزلتي عنده". وفي رواية له:"قلت: يا رسول الله، لا تعجل. فقام، ثم قال: حسبك؟ قلت: لا تعجل. قالت: وما بي حب النظر إليهم، ولكن أحببت أن يبلغ النساء مقامه لي ومكاني منه".
١٨ - واستدل به على جواز اللعب بالسلاح على طريق التواثب للتدريب على الحرب.
١٩ - واغتفار ذلك في المسجد في أيام العيد، ومنعه الجمهور في المسجد إذ لا يليق به، وجعل الترخيص خاصاً بتلك الحادثة سروراً بقدوم وفد الحبشة.
٢٠ - واستدل من فعل عمر أنه كان مقرراً عندهم تنزيه المساجد عن اللعب.