٤ - ومن الرواية الخامسة استحباب إغماض عين الميت، ويتولى ذلك أرفقهم به، ويستحسن أن يقال حال الإغماض: بسم الله وعلى ملة رسول الله صلى الله عليه وسلم. ورد ذلك عند البيهقي في السنن الكبرى بإسناد صحيح، زاد العلماء أنه يستحب شد لحييه بعصابة عريضة تجمع جميع لحييه، ثم تشد العصابة على رأسه، لأنه إذا لم يفعل به ذلك استرخى لحيه، وانفتح فمه، فقبح منظره، وربما دخل إلى فمه شيء من الهوام.
٥ - ويستحب أن يدعو أهله بالدعاء الوارد في الروايات: " {إنا لله وإنا إليه راجعون}، اللهم أجرني في مصيبتي وأخلف لي خيراً منها، اللهم اغفر لنا وله وأعقبنا منه عقبة حسنة".
٦ - وأن يدعو للميت بما ورد في الرواية الخامسة.
٧ - ومن الرواية الرابعة أنه يستحب لمن حضر الميت أن يقول خيراً، من دعاء له، واستغفار وطلب اللطف والتخفيف، وذكر محاسنه، والثناء عليه، وأن يقرأ عنده سورة يس، وأن يطلب منه الدعاء.
٨ - وفيها أن الملائكة تحضر الميت وتؤمن على ما يقوله الحاضرون.
٩ - وفي الرواية الخامسة ثبوت عذاب القبر.
١٠ - واستحباب الدعاء للميت بنوره وتوسعته.
١١ - أخذ القاضي عياض من قوله في الرواية الخامسة: "إن الروح إذا قبض". أن الموت ليس بإفناء وإعدام، وإنما هو انتقال وتغير حال، وإعدام الجسد دون الروح.
١٢ - قال القاضي عياض: وفي قوله: "يتبع بصره نفسه". مع قوله: "إن الروح إذا قبض تبعه البصر". حجة لمن يقول: الروح والنفس بمعنى.
١٣ - وفي قوله في الرواية الخامسة: "إن الروح إذا قبض". دليل لمذهب بعض المتكلمين ومن وافقهم أن الروح جسم لطيف متخلل في البدن، وتذهب الحياة من الجسد بذهابه، وليس عرضاً كما يقول البعض، ولا دماً كما يقوله آخرون. قاله النووي.
١٤ - وهناك أمور مهمة تتعلق بالميت أو بمن أشرف على الموت، وبمن يكونون حوله، ذكرها النووي في المجموع ويحسن بنا ذكر أهمها:
(أ) من ذلك أنه يستحب لكل أحد أن يكثر ذكر الموت، لما رواه الترمذي والنسائي وابن ماجه عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "أكثروا ذكر هاذم اللذات -يعني الموت".
وينبغي ذلك في حالة المرض بصفة أشد استحباباً ليرق قلبه، فيرجع إلى ربه ويقبل على الطاعات، ويرد المظالم والحقوق، وليكن في ذكره صباح مساء ما ثبت في صحيح البخاري عن ابن عمر -رضي الله عنهما- قال: "أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم بمنكبي فقال: كن في الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل". وكان ابن عمر يقول: "إذا أمسيت فلا تنتظر الصباح، وإذا أصبحت فلا تنتظر المساء، وخذ من صحتك لمرضك، ومن حياتك لموتك".