للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

(فأمر بصومه) في الرواية السابعة عشرة "فصامه رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأمر بصيامه" وفي البخاري "فقال لأصحابه: أنتم أحق بموسى منهم، فصوموا".

(ويلبسون نساءهم فيه حليهم وشارتهم) قال النووي: الشارة الهيئة الحسنة والجمال، أي يلبسوهن اللباس الحسن الجميل، والحلي بضم الحاء وكسرها، والضم أشهر وأكثر.

(وهو متوسد رداءه في زمزم) "توسد" اتكأ، وتوسد الرداء جعله وسادة يتكئ عليها، أو يضع عليها رأسه، "وفي زمزم" أي بجوار عين زمزم وفي مكانها، كما هو في ملحق الرواية "عند زمزم".

(إذا رأيت هلال المحرم فاعدد، وأصبح يوم التاسع صائماً) قال النووي: هذا تصريح من ابن عباس بأن مذهبه أن عاشوراء هو اليوم التاسع من المحرم، ويتأوله على أنه مأخوذ من إظماء الإبل، فإن العرب تسمي اليوم الخامس من أيام الورود ربعاً، وكذا باقي الأيام على هذه النسبة، فيكون التاسع عشراً. اهـ.

وهذا التأويل الذي ذكره النووي لم يغير حقيقة اليوم إلا في التسمية، وكأنه قال: وأصبح يوم العاشر صائماً، وكأن ابن عباس يرى أن يوم عاشوراء حقيقة اليوم العاشر كما يراه الجمهور، ويقوي هذا حديثنا الثالث والعشرون، وفيه عن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "لئن بقيت إلى قابل لأصومن التاسع"، فمات قبل ذلك، فإنه ظاهر في أنه صلى الله عليه وسلم كان يصوم العاشر.

وهناك تأويلات أخرى لقول ابن عباس، وخيرها ما قيل: معنى قوله: "وأصبح يوم التاسع صائماً" أي صام التاسع مع العاشر، وأراد بقوله: "نعم" ما روي من عزمه صلى الله عليه وسلم على صوم التاسع، من قوله: "لأصومن التاسع" أي نعم يصوم التاسع لو عاش إلى العام المقبل. وهذا فهم حسن، لأن السائل كان يريد صوم عاشوراء، ولم يقصد بسؤاله تحديد يوم عاشوراء.

(فإذا كان العام المقبل -إن شاء الله- صمنا اليوم التاسع) وفي الرواية الثالثة والعشرين "لئن بقيت إلى قابل لأصومن التاسع" وهذا يحتمل أمرين. أحدهما أنه أراد نقل العاشر إلى التاسع، والثاني أنه أراد أن يضيفه إلى اليوم العاشر، وهو الأرجح. وسيأتي تتمة هذه المسألة في فقه الحديث.

(بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلاً من أسلم يوم عاشوراء، فأمره أن يؤذن في الناس) وفي الرواية الخامسة والعشرين "أرسل ... غداة عاشوراء إلى قرى الأنصار التي حول المدينة" فبينت المكان المرسل إليه. وفي الرواية السادسة والعشرين "بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم رسله في قرى الأنصار" وروى أحمد عن هند بن أسماء ابن حارثة الأسلمي قال: بعثني النبي صلى الله عليه وسلم إلى قومي من أسلم، فقال: مر قومك أن يصوموا هذا اليوم -يوم عاشوراء- فمن وجدته منهم قد أكل في أول يومه فليصم آخره" فالظاهر أن الرسول صلى الله عليه وسلم أرسل الأسلمي إلى قومه وبعث رسلاً إلى القرى.

(عن الربيع بنت معوذ) "الربيع" بتشديد الياء مصغراً، وأبوها "معوذ" بكسر الواو المشددة.

<<  <  ج: ص:  >  >>