(هذه عمرة استمتعنا بها) أي استمتعتم بها، لأن النبي صلى الله عليه وسلم لم يكن متمتعاً، ويمكن حمل استمتاعه صلى الله عليه وسلم على القران كما سبق.
(فإن العمرة قد دخلت في الحج إلى يوم القيامة) أي اندرجت أفعالها في أفعال الحج للقارن، أو دخل زمنها في زمن الحج، فليست في هذه الأشهر من أفجر الفجور.
الرواية الرابعة والثمانون
(وسلت الدم) يقال: سلت الدم بفتح السين واللام مخففة يسلت بكسر اللام وضمها سلتاً، أي سله وسحبه، والمقصود هنا سحب الدم الذي يسيل من الإشعار وتجفيفه.
الرواية الخامسة والثمانون
(ما هذه الفتيا التي قد تشغفت بالناس؟ ) في بعض النسخ "ما هذا الفتيا" والأولى أجود، والثانية توجه على أنه أراد بالفتيا الإفتاء. ومعنى "تشغفت بالناس" بالشين والغين بعدها فاء، ثلاثتها مفتوح مع تشديد الفاء، أي علقت بالقلوب وشغفوا بها.
(أو تشغبت بالناس؟ ) بفتح الشين والغين المشددة، بعدها باء، أي خلطت على الناس أمورهم وأحدثت فيهم شغباً، وروى "تشعبت بالناس" بالعين المهملة بدل الغين المعجمة، ومعناها فرقت مذاهب الناس وأوقعت الخلاف بينهم، وسلكت بهم شعاباً مختلفة وفي الرواية السادسة والثمانين "إن هذا الأمر قد تفشغ بالناس" بفتح الفاء والشين المشددة بعدها غين معجمة ومعناه انتشر وفشا بين الناس.
(أن من طاف بالبيت فقد حل) في الرواية السادسة والثمانين "من طاف بالبيت فقد حل، الطواف عمرة" وفي الرواية السابعة والثمانين "لا يطوف بالبيت حاج ولا غير حاج إلا حل" قال النووي: هذا الذي ذكره ابن عباس مذهبه، وهو خلاف مذهب الجمهور. اهـ وسيأتي شرح ذلك في فقه الحديث.
(وإن رغمتم) الرغم بضم الراء وكسرها الكره والذل والهوان. أي وإن كرهتم.
الرواية السابعة والثمانون
(فإن ذلك بعد المعرف) أي لا يطوف بالبيت حاج إلا حل، ذاك الطواف الذي بعد الوقوف بعرفة.