للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

(لم يكن لنا إلا ناضحان) في الرواية الثانية "ناضحان كانا لأبي فلان [زوجها] " الناضح البعير الذي يستقى به، أو عليه.

(ننضح عليه) بكسر الضاد، أي نسقي عليه. كذا قال النووي وابن حجر والعيني وفي كتب اللغة بفتح الضاد وكسرها، والفتح أكثر، وفي لسان العرب: والنضح سقي الزرع وغيره بالسانية ونضح زرعه سقاه.

(وكان الآخر يسقي عليه غلامنا) قال النووي: هكذا هو في نسخ بلادنا، وكذا نقله القاضي عياض: قال: وفي رواية "يسقي غلامنا" قال: وأرى هذا تغييراً، وصوابه "نسقي عليه نخلاً لنا" فتصحف منه "غلامنا" قال النووي: المختار أن الرواية صحيحة، وتكون الزيادة التي ذكرها القاضي محذوفة مقدرة، وهذا كثير في الكلام. اهـ

-[فقه الحديث]-

قال النووي: عمرة في رمضان تقوم مقام حجة في الثواب، لا أنها تعدلها في كل شيء، فإنه لو كان عليه حجة فاعتمر في رمضان لا تجزئه عن الحجة [بالإجماع].

وقال ابن خزيمة: إن الشيء يشبه بالشيء، ويجعل عدله إذا أشبهه في بعض المعاني، لا جميعها، لأن العمرة لا يقضى بها فرض الحج ولا النذر، وقال بعضهم: إن معنى الحديث نظير ما جاء من أن {قل هو الله أحد} تعدل ثلث القرآن.

وقال ابن العربي: حديث العمرة هذا صحيح، وهو فضل من الله ونعمة، فقد أدركت العمرة منزلة الحج بانضمام رمضان إليها.

وقال ابن الجوزي: فيه أن ثواب العمل يزيد بزيادة شرف الوقت، كما يزيد بحضور القلب وبخلوص القصد.

وقيل: يحتمل أن يكون المراد أن عمرة فريضة في رمضان كحجة فريضة، وعمرة نافلة في رمضان كحجة نافلة.

وقال ابن التين: يحتمل أن يكون مخصوصاً بهذه المرأة، فقد روي عنها قولها: "فما أدري إلى خاصة أم للناس عامة". اهـ

والظاهر حمله على العموم.

والله أعلم

<<  <  ج: ص:  >  >>