يصبح، فيصلي الصبح، ثم يغتسل لدخول مكة، ثم يدخلها نهاراً، حافظ على هذا الوضع حتى عرف مكان مصلاه الصبح، وحتى وصف مكانه الصحابي الجليل عبد الله بن عمر وصفاً دقيقاً صلى الله عليه وسلم.
-[المباحث العربية]-
(بات بذي طوى) في الرواية الثانية "لا يقدم مكة إلا بات بذي طوى" وفي الرواية الثالثة "كان ينزل بذي طوى ويبيت به" و"ذو طوى" بضم الطاء وفتحها وكسرها، وتخفيف الواو، واد معروف بقرب مكة، وقال النووي: هو موضع عند باب مكة، بأسفلها، في صوب طريق العمرة المعتادة ومسجد عائشة، ويعرف اليوم بآبار الزاهد، و"طوى" يصرف ولا يصرف.
(حتى أصبح) أي إلى أن دخل في الصباح، وفي ملحق الرواية "حتى صلى الصبح" والمراد أنه يبيت الليل كله، ليدخل مكة نهاراً.
(لا يقدم مكة) بفتح الياء وسكون القاف وفتح الدال.
(حتى يصبح، ويغتسل، ثم يدخل مكة نهاراً) في رواية البخاري "فإذا صلى الغداة اغتسل" وهذا الغسل لدخول مكة.
(وصلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ذلك على أكمة غليظة، ليس في المسجد الذي بني ثم، ولكن أسفل من ذلك على أكمة غليظة)"ثم" بفتح الثاء، أي هناك والأكمة بفتح الهمزة والكاف والميم التل، وجمعها آكام، يصف المكان الذي صلى فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم الصبح بأنه ليس المكان الذي بني فيه المسجد هناك، بل أسفل منه على الأكمة السوداء، بل على طرف الأكمة الغليظة السوداء، ليس بينه وبين نهايتها إلا نحو عشرة أذرع.
(استقبل فرضتي الجبل) بضم الفاء وسكون الراء وفتح الضاد، تثنية فرضة، وهي العقبة المرتفعة من الجبل.
(عشرة أذرع) قال النووي: كذا في بعض النسخ، وفي بعضها "عشر أذرع" بحذف تاء التأنيث، وهما لغتان في الذراع، التذكير والتأنيث.
-[فقه الحديث]-
قال النووي: في هذه الروايات فوائد. منها:
١ - الاغتسال لدخول مكة وأنه يكون بذي طوى لمن كانت في طريقه، ويكون بقدر بعدها لمن لم تكن في طريقه. قال أصحابنا: وهذا الغسل سنة، فإن عجز عنه تيمم.